مدينة "موستار"

أصبحت البلقان وجهة لقضاء العطلة الأسبوعية والاستمتاع بأجواء استرخائية مذهلة، في السنوات الأخيرة، حيث يتوجه معظم السياح المحبين للثقافة والشمس إلى كرواتيا مباشرة، وفي الوقت الذي تعاني منه دوبروفنيك من زيادة اعداد الزوار، إلا أن مدينة "موستار" غير معروفة لديهم والتي تقع على بُعد بضع ساعات من دوبروفنيك.

وتقع البلدة القديمة موستار في جنوب البوسنة والهرسك وتشتهر بـ "ستاري موست" وهو جسر عثماني من القرن السادس عشر يعبر نهر نيريتفا. وتتواجد البازارات ذات التأثيرات الشرقية التي تدج بالحياة في الشوارع المرصوفة بالحصى، بينما يجلس الزوار في المقاهي على ضفاف النهر، ويشربون القهوة التركية ويشاهدون السكان المحليين الذين يغوصون عبر الجسر في النهر كتقليد قديم.

في الصيف، يمكن أن تكون الحرارة خانقة في البوسنة والهرسك، ولكن في أشهر الربيع والخريف تكون أكثر برودة، وتعد موستار المكان المثالي للذهاب لاستمتاع بالثقافة القديمة، حيث ان التاريخ الفريد للبلاد، من وقته في الإمبراطورية العثمانية إلى كونه جزءا من يوغوسلافيا، ينعكس في عظمة بنيته الواسعة، في حين أن الأجواء المريحة تجعل من المدينة وجهة مثالية لقضاء عطلة قصيرة.

لا توجد رحلات مباشرة من بريطانيا إلى موستار، ولكن هناك الكثير في سراييفو، مع الخطوط الجوية الكرواتية (www.croatiaairlines.com) و الخطوط الجوية النمساوية (www.austrian.com) التي تقدم تخفيضات لتتكلف حوالي 150 جنيه استرليني. الحافلات من سراييفو إلى موستار متكررة وتكلف حوالي 10 يورو للرحلة لمدة ساعتين ونصف. وتتوفر التذاكر على getbybus.com.

ولتذوق الفخامة العثمانية التقليدية، توجه إلى الفندق والمعلم التاريخي "Muslibegović House" في "أوسمانا دزيكيكا" وهو قصر عثماني سابق، ستتمكن من قضاء وقت ممتع في غرف النوم الفاخرة ذات الأربعة أعمدة والحدائق الهادئة. وتتكلف الغرفة المزدوجة 90 يورو، شاملة وجبات الإفطار المحلية الممتازة.

كما يمكنك البقاء في فندق "هرسيغوفينا" الحديث والذي يقع على بعد دقائق من قلب البلدة القديمة، مع مطعمه الخاص الذي يقدم المأكولات التقليدية. تتكلف الغرفة المزدوجة 50 يورو. كما أن هناك عددًا قليلًا من النزل في موستار، ويعتبر نزل نينا الأول، هو بيت للشباب الصغير الذي تديره عائلة محلية، ويعد المكان المثالي للمسافرين الباحثين عن إقامة نظيفة وميزانية مريحة، ومن المؤكد أن الزائرين الوحيدين سيجتمعون مع المسافرين الآخرين في الحدائق المريحة - خاصة إذا كان مركز الشواء قيد الاستخدام. تتكلف غرف النوم 10 يورو للشخص الواحد.

وتستطيع التوجه لرؤية شوارع ستاري في الليل، قبل تناول العشاء على شرفة كونوبو توروس - وهو مطعم مستوحى من العثمانية التقليدية يطل على النهر. ومن الأفضل ان تطلب طبق شواء مشترك، مع الاستماع إلى الموسيقى الحية في حانة بلاك دوغ المجاورة، دون الحاجة إلى الجلوس بين السياح.

كما أن الانضمام إلى الحشود في جولة بشوارع البلدة القديمة هو أفضل ما يمكنك فعله لاستكشاف الأسواق ومن ثم محاولة للجلوس على طاولة في واحدة من العديد من الحانات التي تطل على الجسر. كما يمكنك إنهاء ليلتك مع القهوة التقليدية أو كوب من النبيذ الأحمر البوسني.

وللاستفادة من درجة الحرارة الأكثر برودة عن طريق الخروج لمدة طويلة سيرًا على الأقدام. تخطي المراكز المزدحمة، واذهب نحو المقبرة التذكارية الحزبية في "بيلي بريج ستاديوم" على بعد 30 دقيقة سيرًا على الأقدام، سوف تمرر بالعديد من المقابر المخصصة للذين توفوا خلال حروب البلقان في أوائل التسعينات، قبل الوصول إلى النصب التذكاري الذي بني عام 1965 لتكريم ضحايا الحرب العالمية الثانية.

ويمكن التجول في المركز الحديث لمدينة موستار الحضرية قبل الوصول إلى البلدة القديمة. والامتزاج بالأجواء المزدحمة في منطقة "čaršija"، أو الأسواق، على جانبي ستاري موست والحصول على صفقات مربحة من السجاد والفخار والمجوهرات.

ومن ثم تناول الغداء في "تيما إيرما" - وهو مطعم صغير تديره عائلة محلية على شارع خلفي بالقرب من ستاري موست. الطعام غير مكلف ولكنه ذات جودة عالية، وعلى عكس العديد من المطاعم في موستار، هناك الكثير من الخيارات للنباتيين، بما في ذلك سلطة الجبن اللينة والضخمة. يجب على آكلة اللحوم تجربة وجبة "čevapi" الكلاسيكية -وهي تتكون من نوع من السجق مع الخبز والسلطة.

إذا كنت لا تقيم في منزل "مسليبيغوفيتش"، تأكد من زيارة المجمع الصغير وهو واحدا من أهم الأمثلة على العمارة السكنية في الفترة العثمانية في البلاد. يمكنك استكشاف المعارض في القرن ال 19، او تستمتع بوقفة من الدردشة الودية مع الأشخاص الذين لا يزالون يعيشون في العديد من غرف المنزل.

توقف لشرب القهوة في الهواء الطلق في "كوسكي باستا" كافيه، للاستمتاع بوجه ستاري موست والنهر، مع الانضمام إلى السكان المحليين في الحصول على القهوة التركية والفطائر، قبل التوجه لمسجد كوسكي محمد باشا. بعد المشي 89 خطوة إلى الأعلى، ودفع رسوم دخول بسيطة، تستطيع القاء نظرة على المدينة القديمة. إذا ذهبت في الوقت المناسب، يمكنك أن ترى المدينة عند غروب الشمس، والتقاط الصور من داخل فناء القرن ال 17.

دلل نفسك بعشاء طويل في فندق هيندين هان، وهو مبنى تاريخي للمطابخ، يطل على النهر والريف المحيط. تمتع بالديكور غير المعتاد، أثناء تناول المأكولات التقليدية. اختار المأكولات البحرية.

اليوم الثاني من رحلتك، يمكنك ركوب سيارة أجرة إلى قرية بلاغاج الصغيرة، على بعد 15 دقيقة فقط. هناك يمكنك التجول في الشوارع والمحلات التجارية في القرية الصغيرة، قبل الوصول إلى دير بلاغاج الرائع الذي يطل على بركة في أسفل المنحدر. مع العمارة الخشبية الرائعة، فمن الجدير قضاء بعض الوقت في التجول لدير الدراويش. بعد ذلك، يمكنك ركوب قارب على نهر بونا.

ولتناول طعام الغداء، توجه إلى ريستوران فريلو، المجاور للدير مباشرة. والذي يقدم المأكولات البحرية المشوية البسيطة والسلطات.