"ميدلين" الكولومبية

 تفخر مدينة "ميدلين" الكولومبية بروح الدعابة فيمكنك القيام بنزهة حول بلازا بوتيرو، حيث تماثيل النساء السمينة والرجال ضخام الحجم تلوح في مجدها الوافر، وما عليك سوى أن تبتسم لرؤية هذه التماثيل. وبحسب صحيفة "الاندبندنت" البريطانية جلب النحات المفضل لدى سكان البلاد "فرناندو بوتيرو" هذه التماثيل إلى المدينة الكولومبية ، والتي قال عنها: "يجب أن يكون الفن مكانا ملاذًا يأخذك بعيد عن صعوبة الحياة".

وتقف هذه التماثيل في تباين مبهج ومثير للتحدي لوقت كانت فيه الحياة صعبة للغاية؛ فقد كان هنا بابلو اسكوبار يدير إمبراطوريته ويعكف على تجارة المخدرات، وعلى الرغم من أن أسطورته قد انتهت بهدوء بالرصاص في عام 1993، تظل ذاكرته اليوم مخلدة من خلال شبكة "نيتفليكس" الأميركية حيث تم إطلاق سلسلة أخرى من حلقات ناركوس ، وهو العمل الدرامي المستوحى من حياته.

 لقد أدت خطة التجديد الجريئة إلى تحويل ميديلين إلى مدينة تبدو في غاية السهولة مع نفسها، مدينة منفتحة على الثقافات ومجتمعية. وكان مركز هذا التغيير متحف الفن الحديث الذي تم تطويره من خلال أعمال الصلب منذ 10 سنوات، وهو الآن يظهر أفضل المشهد الفني المعاصر في كولومبيا، بالإضافة إلى إقامة مركزا للباليه وقاعة للحفلات الموسيقية.

 وفي الوقت نفسه نشأت المكتبات والمدارس؛ وقد فتحت الحدائق وشوارع المشاة وتم بناء المترو على طول خط المدينة ويتصل بالتلفريك الذي يرتفع من الوادي إلى باريوس. وكان الهدف من ذلك هو جعل الأحياء الفقيرة أقرب إلى المركز مع مرور جميع وسائل النقل العام بتكلفة أقل من جنيه استرليني في اليوم، ولكن هذا يعني أن أجزاء من المدينة قد فتحت للسياح أيضا.

درجة الحرارة في ميديلين دائما مثل الربيع، وهو ما يجعلها مكانا متميزا للتنزه أو للاسترخاء في واحد من الكثير من المطاعم أو حول مجموعة كبيرة من عربات الطعام، وقبل كل شيء ميديلين هي مدينة للمهرجانات، أسبوع الموضة في يونيو/حزيران قد يكون مخصصا للغاية للسياح، ولكن يمكنك العثور على عالم الفخامة والأناقة في محلات دينكي والمقاهي في فيا بريمافيرا في حي إلبوبلادو.
 
وفي يوليو/تموز يقام مهرجان "تانغو" الدولي، حيث يتم تعيين شارع جانبي في منطقة مانيك للمحترفين والهواة على حد سواء ليقدموا فنونهم، الحدث الأكثر إثارة هو مهرجان الزهور في آب / أغسطس، حيث تسليط الضوء على موكب من سيليتيروس الذين يحملون ما يصل إلى 70كغم  من  الزهور على ظهورهم، في عرض يسترجع أيام السخرة حيث كان يأمر العبيد بحمل الأغنياء على ظهورهم على  سرج.