منطقة الكاريبي

تحظى منطقة الكاريبي بسمات ومميزات خاصة، تمنحها شعبية كبيرة، فهي مصدر لا ينضب من الجمال، ويقول عنها محرر صحيفة "الغادريان" البريطانية، كيفن روشبي، عندما تفاجأ بوجود ثعبان هناك: "انحنى برنت إلى الوراء وأشار إلى شجرة.. قائلًا لي: هناك أفعى أنظر؟ فجاوبته لم يمكنني أن أرى أي شئ. فأشار لي برنت، وهو يضحك في سره ويقوم بجلب عصا طويلة ليريني ما بين الأشجار، بوجودها حيث شاهدتها تتحرك بسرعة بعيدًا، وقال برنت لي: "أنا دائمًا أرى هذه الأفعى، ولكن الناس هنا لا تقتلها فلا خطر منها على الإطلاق لا توجد هنا ثعابين سامة على الجزيرة".

وبعدها بقليل شاهد محرر الصحيفة، طائر الطنان، الذي بدأ يستحم في قطرات المطر وهو يقف على ورقة من شجرة الموز، حيث كان المطر يتدفق بغزارة ولكن خلال وقت قصير، توقف المطر وأصبحت السماء بها سحابة، فاتجه طائر الطنان باتجاه جزيرة سانت فنيسنت، والتي تبعد تسعة أميال بعيدًا، عبر البحر الأزرق النقي، وفي الاتجاه المعاكس جنوبًا، ستجد انتشارًا للجزر المحيطة بما في ذلك جزيرة موستيك المشهورة بجمالها، وجزر سانت فينسنت، وجزيرة غرينادين، والتي تعد دولة ذات سيادة تضم 32 جزيرة في البحر الكاريبي، 9 منها مأهولة بالسكان.

وأشار كيفن إلى أن السبب الوحيد الذي جعله ينجذب إلى هناك، كان بسبب محادثة مع جار له يدعى "بيك هورنر" الذي أشاد بالجزيرة جدًا لدرجة أنه قرر أن يأتي بنفسه ليشاهدها، ما أعطاه مزيدًا من الشعور بالسعادة عندما شعر بنفسه داخل هذا الجمال الطبيعي، وتابع قائلًا: "انتقلنا إلى أعلى التل، أعلى نقطة في جزيرة بيكيا تصل إلى 881 قدمًا، والتي تقع فقط على مساحة سبعة أميال مربعة في المنطقة ولكن تلال الغابات الحادة تجعل الساحل الملتوي أكبر. مع انتشار عدد من الشواطئ الرملية البيضاء، وعدد قليل من الفنادق و الإقامة، يوجد واحدًا من الصراف الآلي، ولا توجد إشارات مرور، كما يبلغ عدد سكانها نحو 5000".

وفي اليوم الثالث من زيارتي، حظيت بوقت ممتع على رمال الشاطئ والذي يحتوي على نحو عشرة من اليخوت، بالإضافة إلى العديد من قوارب الصيد المحلية، وكانت خطتي للسفر إلى سانت فنسنت، واتخاذ العبارة إلى بيكيا، ثم قوارب الصيد إلى الجزر الصغيرة ورحلات اليخوت إلى مايريو وتوباغو كايس. إذا كان لدي الوقت، كنت سأقوم بقضاءه في العبارات والقوارب الأخرى، إلى جزر كارياكو، غرينادا، ثم ترينيداد وأميركا الجنوبية. أنا أحب هذا الشعور من إمكانية استغلال الفرصة للاسترخاء

وينبع الشعور بالهدوء وأسلوبها المميز جزئيًا من عدم إمكانية الوصول إلى بيكيا؛ فالخدمات المحلية من بربادوس أو سانت لوسيا إلى الجزيرة يمكن أن تكون نادرة وغالبًا ما لا يمكن الاعتماد عليها إذ قد يحدث إلغاء أو توقف مفاجئ، ومع ذلك، لدى الضيوف في واحدة من أفخم فنادقها الآن خيار آخر.

ويقع فندق "بيكيا بيتش"، أحد أفخم الفنادق في الجزيرة، على ضفاف المياه الفيروزية الهادئة في خليج فريندشيب، ويشتمل على العديد من العناصر الكاريبية، وكان صاحبه السويدي، بنغت مورتستدت، الذي كان يعمل محاميًا في السابق، قد اشترى العقار بعد أن وصل إلى الجزيرة في رحلة إبحار عام 2004. وبعد أن استثمر أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني على مر السنين في عمليات التجديد، أطلق مورستدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خدمة طائرة جديدة حصرية إلى الجزيرة من كل من بربادوس وسانت لوسيا.
 
والآن يمكن للضيوف ركوب طائرة خاصة من طراز بيتشكرافت كينغ إير B200 تسع مقاعد للوصول إلى هذه الجزيرة الحصرية في دقائق، نحو 25 دقيقة فقط من بربادوس و 15 دقيقة من سانت لوسيا، ويحمل المبنى تأثير مورتستدت طوال الوقت، وقد استلهم تصميم صالة الاستقبال الخاصة به من غرفة كبيرة مزخرفة من فندق كوتن هاوس مستيك، الذي صُمم في عام 1968 من قبل المصمم البريطاني أوليفر ميسيل. ويتميز الفندق بالغرف العظيمة المستوحاة أيضًا من تصاميم ميسيل، وتشمل مفروشات رائعة، ومراوح سقف مصنوعة يدويًا والمفروشات المصرية الزهرية الملونة.

ولم يكن العثور على قارب إلى الحديقة البحرية "كايس" صعبًا، ذهبت مع الشركة السياحية "Octopus" والتي تقدم رحلات كل يوم ثلاثاء، بسعر 120 جنيهًا إسترلينيًا، مع وجبات الطعام والمشروبات، ويقدم اليخت 63 طبقًا، من سمك الكاري مع الخبز المسطح، ويمكن استئجار اليخوت الفاخرة من على بعد 34.5 متر من وسط الجزيرة، ويمكن لليخت الكلاسيكي الذي بني في إيطاليا أن يستوعب 12 ضيفًا في 6 كبائن، ويأتي مع طاقم مكون من سبعة أشخاص، وقد ضم الركاب السابقين أفراد العائلة المالكة السعودية. وهناك جاكوزي على سطح السفينة العلوي، وأماكن لتناول الطعام وحمامات شمس على السطح العلوي وصالة إضافية على سطح السفينة السفلي.