برلين

حديقتان للحيوان وبرجان للتلفزيون ومطاران وفريقان لكرة القدم في برلين التي كانت مسرح منافسة بين الألمانيتين اللتين شيدتا منشآت ما زالت قائمة بعد 30 عاماً على سقوط الجدار، حيث يقول الباحث في معهد التاريخ المعاصر في بوتسدام هانو هاشموت لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الجانبين كانا يتحاربان بالتشديد على قدرة كل منهما على إعادة إعمار برلين بأفضل شكل وأسرع وقت ممكن».

في حي فريدريشفيلده السكني في برلين الشرقية السابقة، تقع «تيربارك» أوسع حديقة للحيوان في أوروبا. وقد بنيت هذه الحديقة الأقل شهرة وغنى من نظيرتها في برلين الغربية «زولوغيشر غارتن»، في 1955 لتنافس جارتها العريقة التي أنشئت قبل أكثر من قرن على ذلك في 1844.

وتضم حديقة الحيوان في برلين الشرقية أكثر من 120 صنفاً جاء جزء منها من الكتلة الشرقية. ومنذ إعادة توحيد برلين تحاول الحديقتان التعاون بشكل وثيق قدر الإمكان.

وتحول البرج في برلين الغربية إلى ما يشبه برج إيفل في فرنسا. ويقع برج «فيرسيهتورم» في ساحة ألكسندر في برلين الشرقية السابقة وأصبح معلماً سياحياً للعاصمة منذ تشييده في 1969.

لكن بناءه المعماري شكل لفترة طويلة أداة دعاية. وقال هانو هوشموت إن «الكتلة السوفياتية كانت تحاول أن تظهر بكل الوسائل إنجازاتها المتقدمة. لذلك ليس من الصدفة أن يكون شكله يشبه قمراً اصطناعياً، هو سبوتنيك» أول قمر اصطناعي سوفياتي.

وما زال لاقط البرج الذي يبلغ ارتفاعه 368 متراً، يبث إشارات، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشقيقه الأصغر «برلينر فونكتورم» الواقع في الغرب في حي فيستيند. ومثل البرج الواقع في برلين الشرقية، يضم البرج «الصغير» المبني بالفولاذ ويبلغ ارتفاعه 150 متراً، مطعماً، حيث تضم العاصمة منذ أكثر من قرن 3 دور للأوبرا.

وانتهت أعمال ترميم «دويتشه أوبر» التي دمرت جزئياً خلال الحرب العالمية الثانية، في نهاية 1961 بعد 6 أسابيع من ظهور الجدار. وكانت دار الأوبرا الوحيدة في الغرب وواحدة من أهم المواقع الثقافية في جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وهي اليوم تتعايش مع دارين أخريين بنيتا في برلين الشرقية السابقة؛ وهما «شتاتسوبر أونتر دير ليندن» التي يديرها دانيال بارينبويم، وعلى بعد عدد من المباني «الأوبرا الهزلية».

النقاط الاستراتيجية، أي المطارات، مدمرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن مطار شونيفيلد في برلين الشرقية تمكن من تجميع بعض مدارج الهبوط ومبنى.

اقرا ايضاً:

تمتّع برحلة لا تُنسى في أفضل الوجهات السياحية غير المعروفة في فرنسا

لكن في مواجهة الحصار السوفياتي، نجح الحلفاء الأميركيون والفرنسيون وعمال ألمان في بناء مطار جديد في تيغيل في شمال غربي المدينة، خلال 90 يوماً، لدعم جسر برلين الجوي الذي نقل المؤن إلى الشطر الغربي من المدينة بين 1948 و1949. وحل محل مطار تيمبلهوف الذي تحول حديقة لسكان المدينة.

والمطاران يعملان حتى اليوم بانتظار فتح مطار فيلي برانت في برلين براندنبورغ، الذي كان مقرراً في 2012. وهذا الموعد يتم تأجيله باستمرار بسبب عيوب في البناء وتزايد الكلفة، إلى درجة أن السكان باتوا يشكون من أن هذا المشروع سيتم إنجازه فعلياً.

يشكل تاريخ 27 مايو (أيار) 2019 علامة لدى هواة كرة القدم البرلينيين. فللمرة الأولى تمكن فريق يونيو برلين الذي تأسس في 1966 في الشرق، من الصعود إلى دوري ألمانيا.

وما زال هذا النادي بلونيه الأحمر والأبيض يؤكد أنه يدافع من ملعبه الصغير في برلين الشرقية، حيث يحضر معظم المشاهدين وقوفاً، عن تقاليد عمالية وقيم معادية للفاشية. وهذا مقابل منافسه في الغرب هرتا برلين الذي تأسس في 1892 ومعتاد على مباريات الدوري الألماني واللعب في الملعب الأولمبي.

قد يهمك ايضاً:

تعرف على أجمل الرحلات اليومية في فرنسا واكتشف جمال ما بعد باريس

نورماندي من أشهر المعالم السياحية في فرنسا