الأردن

تشكل رؤوس الصخور الضخمة والمتراصة والمنسقة والمرتفعة عن أرض الصحراء بـ 1750 مترًا تحديًا طبيعيًا لمتسلقي الجبال المحترفين، ويعرف وادي رم بوادي القمر، وقد اتخذه الأمير فيصل بن الحسين ولورنس العرب مركز قيادة خلال الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين، وقد شهد هذا الموقع الأعمال البطولية المدهشة التي قام بها هذان القائدان.

وأصبح هذا الوادي من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في الأردن، بعد البتراء الأكثر شهرة والتي يوجد بها مبنى الخزنة في جنوب المملكة الأردنية وسط المحمية الأثرية التابعة لها، وهو عبارة عن مبنى أثري تم حفره في الصخور خلال العصر النبطي عام 312 قبل الميلاد، ويرجع أصله إلى بعض القبائل العربية القديمة التي امتدت من شبه الجزيرة العربية إلى جنوب الأردن خلال القرن السادس قبل الميلاد، وقد كانت الخلفية الرائعة لنهاية فيلم إنديانا جونز "الحملة الصليبية الأخيرة".

وكان الوصول إلى الوجهة الرملية المنحوتة أمرًا في غاية الروعة، كيف كان للورانس أن يتحمل جمال هذه المنطقة أثناء الحرب العالمية الأولى، فقد تواجد الضابط البريطاني في أحد أكثر الأماكن جمالًا، وافتتحت الأردن مؤخرًا طريقًا لتسلق الجبال يبلغ طولة 400 ميل، وعلى الرغم من روعة الأردن، يتجاهلها الكثير من المصطافين بسبب المشاكل في سورية والعراق المجاورين لها، ولكنها آمنة وفقًا لمعايير الشرق الأوسط، وما زالت خارج تصنيف البلدان الخطيرة لوزارة الخارجية البريطانية، وزارها 65 ألف بريطاني في عام 2016.

ويمكن أن تبدأ مغامرتك في العاصمة عمان، حيث المدينة النابضة بالحياة، ويتوجه معظم زوارها إلى المدرج الروماني، وكذلك متحف السيارات الملكي، والذي يضم أغرب أنواع السيارات، وكذذلك سيارات الملك حسين الراحل، ويوجد بها مدرعة رولز رويس، التي استخدمها لورانس نفسه، ثم تنقل إلى الجنوب لتصل إلى البترء، ثلاث ساعات أسفل الطريق الصحراوي، ومن ثم وادي رم، والتي تعد أفضل فترة لزيارته مع غروب الشمس، حيث يوجد عدد قليل من الحشود، وترى هناك سيارات الدفع الرباعي تقل السياح وسط الكثبان الرملية المتقاطع.

وفي اليوم التالي، توجه إلى خليج العقبة في الطرف الجنوبي من البلاد، حيث القلعة الساحلية على حافة البحر الحمر، والتي كانت المعقل الذي ساعد لورانس في حربه على العثمانيين، حيث قاد الهجوم المفاجئ قبل 100 عام على الأتراك أثناء احتلالهم للقلعة، والتي لا تزال تحمل ندوبه، بينما بقية العقبة هي مزيج من الأسواق المزدحمة والفنادق الشاهقة.

وبعد أمسية من الرقص الشرقي في فندق كمبسكيني، توجه شمالًا إلى البحر الميت، حيث الحدود مع الضفة الغربية الفلسطينية، فهذا البحر أحد أكثر الأماكن غرابة على سطح الأرض، تبلغ مساحته 1400 قدم تحت مستوى سطح البحر، ومن شدة الملح في المياه، تطفو على سطحها.