سواحل البحر الأدرياتيكي

لم تكن الأمور على حالها تمامًا في البحر الأدرياتيكي بعد عام 1492، وحتى ذلك الحين، وكان هذا البحر الذي إلى حد ما لا يتذكره الكثير كواحد من المحاور الجغرافية والاقتصادية للعالم المعروفة، حيث كانت التجارة تتدفق من الشرق إلى البندقية، أعظم قوة بحرية يومها، ومن خلال تريستي و دوبروفنيك في البلقان و قلب أوروبا الوسطى.

والبحر الأدرياتيكي هو أحد فروع البحر المتوسط الذي يفصل شبه الجزيرة الإيطالية عن شبه جزيرة البلقان وسلسة جبال الأبينيني عن سلسلة جبال الألب الدينارية، ومن الغرب والشمال تحده إيطاليا ومن الجهة الشرقية تطل عليه من الشمال للجنوب سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا ومونتنيغرو وألبانيا، وسمي بذلك نسبة إلى مدينة أدريا أو هدريا الواقعة شماله في الأراضي الإيطالية

وميزت الإمبراطوريات والغزاة شواطئه منذ فترة طويلة، بداية من اليونانيين والإليريين، ومرورًا بالأتروسكان والرومان، إلى العثمانيين والبيزنطيين والغزاة النورمانيين في جنوب إيطاليا، ولكن عندما عثر كولومبوس على العالم الجديد، تحول انتباه الملوك والمغامرين إلى الغرب، مما عزز صعود دول مثل إسبانيا والبرتغال التي كانت في وضع جيد للمغامرات الإمبراطورية عبر المحيط الأطلسي.

وبدأ منطقة أدرياتيك في الانهيار، وفي هذه الساحة التاريخية الكبرى، لا يُعد البحر الأدرياتيكي كبيرًا بما فيه الكفاية، فيمثل نحو خمس حجم بحر الشمال - وبالكاد 500 ميل طولًا و 120 ميلًا في أوسع نقطة لها.

ولكن ما وراء البندقية، الوجهة الأكثر شهرة لها، وبدرجة أقل هي دوبروفنيك وبوليا، وهي  منطقة دون تركيز واضح للزوار، وتحيط إيطاليا بشواطئها الغربية، على سبيل المثال، معظم شواطئها الشرقية في كرواتيا، ولكن من البحر أيضًا تُحدّها ألبانيا وسلوفينيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك، وهذه هي البلدان التي تحولت حدودها عبر قرون، وقد تخللت ثقافاتها ولغاتها وفنها ودينها ؛ ما بين الأرثوذكس والمسلم والكاثوليكي - وأعادت تشكيلها على مر قرون من الغزو والنزاع.

وفي استريا، كرواتيا، ستجد كل من المعكرونة والجواش على القوائم، إرث الماضي في البندقية ثم الماضي النمساوي والمجري، على الشاطئ الأدرياتيكي الشمالي أكثر، تفخر رافينا ببعض أعظم الآثار البيزنطية في أوروبا، ولكن في بوليا، إلى الجنوب، يُوجد الباروك الإسباني.
وتوجد أيضًا منطقة ذات مظهر مختلف على نطاق واسع حيث  شواطئ البحر الأدرياتيكي الإيطالية وهي مسطحة إلى حد كبير أو منخفضة، وعند النظر الي زيارة هذه المناطق، فان هناك خمسة جوانب في البحر الأدرياتيكي، ينبغي النظر اليها؛ وهي  الثقافة والغذاء والشواطئ، ومعرفة أفضل الخيارات المتاحة وكيفية الاستفادة القصوى منها.

الطعام والنبيذ

تتميز مناطق البحر الأدرياتيكي بالأسماك والمأكولات البحرية، إلى جانب الثمار التي في كثير من الأحيان تعد من ثمار المناطق النائية الخصبة، ما يعني أن الطعام والنبيذ هما من سمات العديد من الوجهات في المنطقة.

الثقافة
تتمتع مناطق البحر الأدرياتيكي بمزيج ثقافي كبير، فمعظم الوجهات تتمتع  بالفن أو الموسيقى أو الجمعيات التاريخية، ما يدفع للاستماع بجولة مرافقة إذا كان لديك مصالح ثقافية محددة.

الشواطئ
يوجد الكثير من الشواطئ والمنتجعات في ساحل البحر الأدرياتيكي في جنوب رافينا ، بداية من المراكز الكبيرة في ريميني وريتشوني إلى المنتجعات الصديقة للأسرة والأكثر تقليدية مثل سان بينيديتو والرمال البكر في بونتا أديرسي بالقرب من فاستو.

المحليون يتوجهون دائمًا إلى قريتي بونتا بروسكوتو وتوري كوليمينا أو فروع جنوب أفيترانا وماندوريا، والإيطاليون يذهبون إلي أبعد من ذلك حيث لشبه جزيرة غارغانو. حيث يمتد جزء كبير من ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا.

الرحلات البحرية
تُعد معظم شركات الرحلات البحرية في البحر الأدرياتيكي رحلات في البحر المتوسط ، وعادة ما تزور هذه الرحلات فينيسيا ودوبروفنيك، وواحد أو اثنين من الموانئ الصغيرة في الطريق بين محاور مثل برشلونة وأثينا.