اللوز الأخضر

كثيراً ما يتناول المرء الفاكهة والخضار من دون أن يدرك منافعها، فهو يعلم جيّداً أن الأطعمة التي تقدّمها له الطبيعة مفيدة للصحّة، وبالتالي يجب الحصول على 5 حصص منها يومياً. وإذا كنت تطبّق هذه التوصية، إلى جانب الاعتماد على غذاء منوّع وممارسة الرياضة بانتظام، فأنت تسير حتماً على الطريق الصحيح نحو الصحّة الأبديّة. لكن ما رأيك في الاطلاع عن كثب على عالم اللوز الأخضر؟ هل هو ضروريّ في غذائك ويتمتّع بفوائد صحّية لجسمك؟ في حديث خاصّ لـ "الجمهورية" قالت اختصاصية التغذية جانين عوّاد الجميّل: "يحتوي اللوز الأخضر على 20 في المئة من البروتينات، وكلّ 30 غ منه يساوي 150 ملل من الحليب الكامل الدسم. كذلك فهو مصدر مهمّ للمعادن مثل الماغنيزيوم والمنغانيز والفوسفور والنحاس والبوتاسيوم والزنك والحديد. أمّا الفيتامينات فتشمل الـ B1 وB2 وB3 وB9 والفيتامين E الذي يُعدّ مضاداً قوياً للأكسدة، خصوصاً في جهاز المناعة. كذلك فإنّ اللوز الأخضر غنيّ بالألياف، وبذلك فهو يمنع الإمساك ويعزّز حركة الأمعاء". وفي ما يتعلّق بالمنافع الصحّية التي يقدّمها للجسم، صرّحت عوّاد: "لقد أكّدت الدراسات منذ العام 1992 أنّ اللوز الأخضر مفيد جداً للقلب والشرايين، ويخفّض الكولسترول بين 7,5 و17 في المئة عند الأشخاص الذين يتناولونه بانتظام. صحيح أنه يحتوي على 50 في المئة من الزيوت، إلّا أنها ذات نوعيّة جيّدة تشمل حامض الأولييك الموجود أيضاً في زيت الزيتون، إضافة إلى الأوميغا 6. كذلك فإنه غنيّ بمادة الأرجينين، لذلك فهو يؤدي دوراً مهمّاً في حماية شرايين القلب وحتّى العضلات. وللاستفادة القصوى من منافع اللوز على القلب، لا بدّ من الاعتماد عليه ضمن نظام غذائي قليل الدهون المشبّعة وغنيّ بالألياف". وتابعت: "إلى جانب منافعه العظيمة على القلب، يؤثّر اللوز الأخضر بشكل ملحوظ في الوزن. ففي حال تناوله باعتدال، أي 30 غ في اليوم بَدل البسكويت والشوكولا وغيرها من المُقرمشات، فإنه يمنح الإنسان الشعور بالشَبع لوقت أطول، وبالتالي يساعده على خسارة الوزن ويجنّبه استهلاك وحدات حرارية لا ضرورة لها. من جانب آخر، يتضمّن اللوز الأخضر مواد مضادة للأكسدة والسرطان، وبفضل احتوائه على مادة الألفا تُكوفيرول (Alpha Tocopherol)، يمنع اللوز الأخضر أكسدة الخلايا، وبالتالي فإنّ هذه الفائدة مهمّة جداً للإنسان بشكل عامّ والمدخّن بشكل خاصّ". لكن ماذا عن الكالوري؟ أجابت عوّاد: "لا بدّ من عدم تخطّي الـ 30 غ في اليوم، أي حوالى 20 حبّة متوسّطة الحجم. والأفضل هو استبدال حصّة من الفاكهة بخمس حبّات من اللوز الأخضر التي ستزوّده بـ 50 وحدة حرارية، وغرام ونصف من الكربوهيدرات، وغرام ونصف من البروتين و 4,5 غ من الدهون. ففي حال تناول كمية معتدلة من اللوز الأخضر يومياً، فإنّ ذلك يساعد على حماية شرايين القلب وتقليص خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والضغط وحصى الكلى وسرطان القولون، خصوصاً عند النساء"، لافتة إلى أن الحصول على 30 غ من اللوز الأخضر بعد ممارسة الرياضة يساعد في الحفاظ على دور التستوستيرون ومنع تحوّله إلى الإستروجين، إضافة إلى منع تكسّر العضل ومساعدة الجسم في زيادة نسبة الحرق. عوّاد التي نصحت قرّاء "الجمهورية" بتناول 6 إلى 8 حبّات يومياً من اللوز الأخضر أو النيء للاستفادة القصوى من منافعه وتزويد الجسم بالزيوت غير المشبّعة المفيدة له، شدّدت على "ضرورة تفادي تناوله مع الملح، لأن ذلك قد يشكّل خطراً كبيراً على مرضى القلب والأشخاص الذين يعانون مشاكل ضغط مخفيّة أو المعرّضين لاحتباس السوائل. لكن، وفي حال التأكّد من عدم وجود أي مشكلة صحّية، ليس هناك من مانع في تناول اللوز الأخضر مع القليل من الملح بما أنه لا يحتوي على الصوديوم". ولفتت إلى أنّ مَن يعاني الحساسية على الجوز والبندق، عليه أيضاً تفادي تناول اللوز لأنه سينعكس سلباً على حالته.