المرأة الحامل

كشفت دراسة جديدة أن تناول النساء الحوامل مضادات الاكتئاب، يرفع من خطر إصابة الطفل بمرض التوحّد، ويزيد من احتمال إصابتهم بنسبة 81٪ إذا تناولن المخدرات، وبعد مراجعة مجموعة من الدراسات، وجد العلماء صلة بين  تناول الأدوية المخّدرة التي يتطلب صرفها روشتة من الطبيب قبل الحمل وبين تعرّض الأطفال إلى الإصابة باضطرابات التوحّد الطيفي "ASD" بنسبة 77%، وذلك أعلى من نسبة خطر الإصابة ما إذا كانت الأم تستخدم مضادات الاكتئاب قبل الحمل.

وأوضح العلماء أنّ هذه النتائج تتعلق بزيادة استخدام الأدوية خلال فترة الحمل، ويعتقد الباحثون الفرنسيون أنه قد تكون هناك عواقب اذا لم يتم علاج الاكتئاب أثناء الحمل حيث كشف فريق من العلماء ان ما يصل إلى 15 في المائة من النساء لديهم اكتئاب أثناء الحمل، وكشف مؤلف الدراسة الدكتور فلورنس غريسير، في مستشفى جامعة بيسيتر، أنّ "كل روشتة طبية يجب تقييمها بشكل فردي"، مشيرًا إلى أنّ استخدام الأمهات الحوامل مضادات الاكتئاب في تزايد مستمر في جميع أنحاء العالم، ومبيّنًا أنّه "جاءت هذه النتائج بعد العمل على 8 دراسات، ولكنهم وجدوا عدم وجود صلة بين استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل وأمراض القلب بعد النظر في دراستين جديدتين قامتا على متابعة 772,331 طفلًا".

وأفادت الباحثة في كلية لندن الجامعية، التي لم تشارك في الدراسة، ايرين بيترسن، أنه من الصعب دراسة تأثيرات تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل على الإصابة بمرض التوحد، لأن آثار العلاج من تعاطي المخدرات غالبا ما تكون صعبة الفصل عن غيرها من العوامل، مع الأدلة الموجودة، ما زال لا يمكن استبعاد إمكانية أن أمراض الحمل هي المرتبطة بالتوحد وليس مضادات الاكتئاب."

 وأعلنت مديرة مركز التوحد في الجمعية الوطنية للتوحد، كارول بوفي، أنّه "نحث الناس على عدم التأثر باستنتاجات هذه الدراسة، التي تجمع بين نتائج الأبحاث السابقة، على الرغم من أنه من المفيد الحصول على هذه النظرة العامة، فإن البيانات التي تربط مضادات الاكتئاب بالتوحد ليست بعيدة عن النتائج الحاسمة، ومن الصعب تفسير النتائج، ومن المهم أيضا أن ندرك أن هناك عوامل أخرى كثيرة يمكن أن تؤدي للإصابة بالتوحد كالعوامل الوراثية، لذلك، فمن الضروري ألا يقوم أي شخص باتخاذ أي قرارات بشأن رعايتهم الصحية بسبب هذه النتائج وحدها، ولكن يجب على الأمهات اللواتي يشعرن بالقلق بشأن أفضل علاج للاكتئاب مناقشة هذا الأمر مع طبيبهن"، وعلى الرغم من أن العديد من الحالات طفيفة، ويقدر أن 20 ألف امرأة حامل كل عام تأخذ مضادات الاكتئاب - حوالي واحدة من كل 25 امرأة من جميع حالات الحمل البريطانية.

وتنصح الوكالة الوطنية للصحة البريطانية النساء الحوامل بعدم تناول مضادات الاكتئاب، ولكنها تشير إلى استثناء الحالات التي تعاني من اكتئاب شديد، فالنساء اللواتي يعانين من الاكتئاب الشديد لا يستطعن الاستغناء عن أدويتهن، وتعاني امرأة من بين 7 نساء من الاكتئاب خلال فترة الحمل، وبالرغم من أن العديد من هذه الحالات تعتبر طفيفة، إلا أن حوالي 20 ألف امرأة حامل تتناول مضادات الاكتئاب، أي ما يقرب من امرأة بين 25 امرأة في بريطانيا.

وأظهرت الدراسات السابقة أن النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب دون علاج هم أكثر عرضة لخطر مضاعفات الولادة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وقال المتحدث باسم كلية "the Royal" لطب النساء والتوليد، الدكتور باتريك أوبراين، إنّ "الاكتئاب أثناء الحمل خطر جدًا على صحة المرأة ويمكن أن يؤثر أيضا على صحة طفلها، لذلك يجب علينا النظر في فوائد الأدوية المضادة للاكتئاب، نصيحتنا للنساء الحوامل الذين يعانون من الاكتئاب أن فوائد مضادات الاكتئاب عموما تفوق المخاطر، ومع ذلك، ينبغي مناقشة جميع إيجابيات وسلبيات هذه الأدوية مع طبيب التوليد الخاص بهم" .