السكري

يتحوّل #السكري من مرض صامت يقلل البعض من اعتباره، الى مرض قد يصبح قاتلاً إذا لم تتم ادارته بشكل جيد، اذ بينت ارقام منظمة الصحة العالمية انه السبب المباشر لوفاة نحو مليون ونصف مليون شخص في العالم.

للتوعية عن مخاطر السكري واهمية ادارته بشكل جيد، نظمت الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات، ندوة دعا اليها رئيس الجمعية الدكتور اميل عنداري عنوانها: "عين على السكري بعلاجاته الحديثة وادارته الجيدة" في فندق هيلتون - حبتور سن الفيل، شارك فيها عدد من المعنيين.

وجاءت الندوة ضمن اعمال المؤتمر العلمي الثاني عشر للجمعية الذي ترعاه وزارة الصحة، مع نقابات الاطباء والممرضات والممرضين ومركز الرعاية الدائمة والجمعية اللبنانية لعلوم الغذاء والتغذية.
أخبار ذات صلة
اكتشاف علمي لطبيب لبناني يرسم خريطة لعلاج بعض الأمراض الجلدية الوراثية النادرة

وتحدث مدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة العامة الدكتور أكرم اشتي عن مضمون البرنامج الوقائي الذي يهدف الى وضع الاستراتيجية الصحية العامة والاشراف عليها والتي تهدف الى الوقاية من مرض السكري والحد من انتشاره وازدياد نسب الاصابة به، الى تقديم الخدمات الصحية والتنسيق مع مراكز الرعاية الاولية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجات اللازمة لمرضى السكري. وعن المشاكل التي تواجه البرنامج اعتبر ان ابرزها محدودية الامكانات المرصودة له، وضعف التنسيق من كل الجهات المعنية بمرض السكري من حكومية واهلية وخاصة.

واعتبر رئيس الجمعية اللبنانية للغدد الصم والسكري والدهنيات الدكتور اميل عنداري السكري آفة العصر وانتشاره في لبنان والعالم العربي. ورأى ان المشكلة تكمن في ان شخصا من اثنين يجهل انه مصاب بالسكري، وهذا يؤدي الى مزيد من المضاعفات.

وتحدث عن اشتراكات المرض وابرزها على صعيد الشرايين الرفيعة مثل شبكة العين وهي موضوع حملة الوقاية التي اطلقها الاتحاد العالمي للسكري هذا العام، حيث تشير الارقام الى ان نحو 50 في المئة من مشاكل ضعف البصر وفقدانه ناتجة من السكري، وكذلك الكلى حيث 60 في المئة من غسل الكلى سببه مرض السكري ايضا والشرايين الكبيرة مثل القلب وما يصيبه من مشاكل، منها التصلب الذي يؤدي الى الذبحة القلبية، ومشاكل القدمين التي غالبا ما تؤدي الى البتر اذا لم تتم معالجتها بالطريقة السليمة. وتحدث عن ابرز العلاجات الحديثة والمتطورة لعلاج مرض السكري، منها ما يؤخذ عن طريق الفم او حقن الانسولين.

وعرضت القائمة بأعمال منظمة الصحة العالمية في بيروت الدكتورة اليسار راضي وضع السكري في لبنان والفحوصات المتاحة، وإحصاءات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بمرض السكري: نحو ٨٠ في المئة من وفيات السكري تحصل في البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل، وان السكري سبب مباشر لوفاة مليون ونصف شخص في العالم حسب إحصاءات العام ٢٠١٢ واعتبرت ان نسبة الإصابات ترتفع في العالم العربي، اعلى نسبة في قطر٢٣في المئة تليها الكويت ٢٠،١ في المئة ثم مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية. وتحدثت عن العوامل المؤدية للسكري وابرزها التدخين والغذاء غير السليم وانعدام الحركة والاستخدام المفرط للكحول.

ثم تحدثت عن الوقاية واهمية إدارة المرض.

وسلطت نقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة نهاد يزبك ضومط الضوء على دور الممرضات في العناية بمريض السكري، واشارت الى انه في هذا العام جرى التركيز على دور الممرضة في مراكز الرعاية الصحية الاولية التابعة لوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، حيث تعمل النقابة على تدريب 225 ممرضة للاهتمام بحالات الامراض المزمنة ومن ضمنها مرض السكري، وخصوصا التركيز على التثقيف الصحي وعناية المريض بنفسه، اضافة الى استكمال تدريب 140 ممرضة وممرضا من المستشفيات الحكومية والخاصة، للتخصص بالعناية بالمصابين بالسكري، بالتعاون مع جامعة ليستر في بريطانيا.

وتحدثت عن نتائج الابحاث العلمية التي اثبتت فعالية دور الممرضة في مساعدة المريض للسيطرة على السكري وضبطه، خصوصا من خلال متابعة المريض وتعليمه كيفية العناية بنفسه.

وتحدثت الدكتورة تريز او النصر عن الدور الذي يلعبه مركز الرعاية الدائمة المعني بالسكري والوقاية منه، هو الذي يعالج نحو 2550 ولدا يعانون من السكري النوع الاول. ويتعايش معظمهم مع مشكلتهم المزمنة بشكل ايجابي سليم بفضل المقاربة المتعددة الخبرات التي يوفرها لهم المركز، ويتابعون دراستهم وينخرطون في دورة الانتاج.

وكانت شهادات حية من مصابين بالنوع الاول من السكري والذين يتابعون علاجهم في المركز، تحدثت اليسار عن تجربتها الايجابية وتخطيها صعوبات المرض، وتحدثت ام لين عن ابرز المشاكل التي عانوا منها خصوصا على الصعيد الاجتماعي والتمييز في حقهم في التعليم وسوق العمل.

وهذا يشهد على اهمية تعاون المعنيين جميعا لخلق بيئة افضل للمصاب بالسكري.

وشددت ممثلة الجمعية اللبنانية لعلوم الغذاء والتغذية كريستيل عويجان على اهمية الغذاء السليم كونه جزءاً اساسياً من الوقاية والعلاج، واعتبرت ان احد ابرز اهداف الجمعية تغطية الهيئات الضامنة اتعاب اختصاصيي التغذية حين يتوجه اليهم مريض السكري.

وعرضت للارشادات الحديثة في مجال التغذية ومرض السكري، حيث لم يعد التشديد على نوعية النشويات بل على كميتها، وعلى اهمية تناول الالياف في الطعام، والانتباه الى نوعية الدهون والابتعاد خصوصا عن الدهون المشبعة للحماية من امراض القلب، والتركيز على تشجيع المصاب بالسكري على ممارسة الرياضة كونها باهمية الغذاء السليم وكذلك العلاج الجيد.