"تجميل الوجه"

رغم التنبيهات المستمرة والإرشادات التي تنشر دورياً في وسائل الإعلام حول ضرورة التوجّه إلى طبيب متخصص لإجراء أي عمل تجميلي، لا يزال البعض يُجري ذلك في مراكز غير مؤهلة للقيام بهذه الأعمال، مما يؤدي إلى تشوهات ومشاكل جلدية عديدة تستدعي التدخل الطبي السريع.

لهذه الغاية ، "سيدتي نت" يسأل الاختصاصي في الجراحة التجميلية الدكتور علي وهبة، مالك مركز "اناكوندا" عن الموضوع، فيقول:

يمكن تقسيم المشاكل التي نراها إلى قسمين: المشاكل التي تنتج عن العمليات الجراحية، وتلك الناتجة عن بدائل الجراحات مثل التعبئة والبوتوكس والأعمال الطبية الأخرى مثل شدّ بشرة الوجه بواسطة الخيوط الرائجة كثيراً في الوقت الحاضر.

مواد التعبئة الدائمة!

ويتابع الدكتور وهبة: "من المعروف أن تعبئة الوجه لدى الأطباء تتمّ، منذ نحو ما يزيد على عشرة أعوام، بمواد طبيعية مثل الهيالورنيك أسيد والدهون المأخوذة من الجسم. لكن، ما نشاهده من مشاكل ونتائج سلبية للحقن هي ناتجة عن التعبئة بواسطة مواد دائمة مثل البولي اكريلاميد والسيليكون والتي لم يعد يستعملها أطباء التجميل والجلد، إنما، للأسف، لا تزال تُستعمل في بعض المراكز التي تُعنى بالجمال، وتُجرى على أيدي هواة من غير الأطباء. وعند حقن هذه المواد الدائمة، يمكن للجسم أن يبادر إلى ردّة فعل تحسسية تجاهها، وتكتلات لا تؤثر فقط على الشكل الخارجي إنما أيضاً تسبب الألم، والالتهابات. وقد لا يكون ظهورها فورياً، إنما في أي وقت من الأوقات، عندما تضعف مناعة الجسم. ومع الأسف، فإنَّ صاحبة المشكلة لا تزور الطبيب إلا لحلّ المشكلة التي تسبب لها معاناة حقيقية".

وحول علاج المشاكل التي تسببها مواد التعبئة الدائمة، يشير الدكتور وهبة إلى أنَّ العلاج قد يكون من خلال حقن المنطقة المصابة بمواد قادرة على تذويب المواد الدائمة. وفي حال عدم الاستجابة، يتمّ اللجوء إلى العمل الجراحي لإزالتها. في حين قد تترك هذه المواد فراغات مكانها، مما يُحدث فجوات في البشرة تحتاج إلى الترميم بطرق تجميلية مختلفة.

مشاكل البوتوكس

ويتابع:" وقد نجد بعض المشاكل الناتجة عن حقن الوجه بالبوتوكس(المادة الآمنة على الصحة والتي يستعملها الأطباء منذ سنين طويلة)، بسبب الطارئين على مهنة التجميل. ومن هذه المشاكل شلل مؤقت في الوجه، رؤية مزدوجة، زغللة في العينين، شلل في عصب الوجه يؤدي إلى التواء في الحنك، بسبب عدم معرفة هؤلاء الأشخاص بالنقاط المحددة التي يجب حقن البوتوكس فيها. وربما يجب أن ننتظر 6 أشهر لكي يزول مفعول البوتوكس وتزول معه الآثار السلبية التي حصلت".

حقن الدهون في الوجه

تعبئة الوجه بالدهون تتطلب معرفة وخبرة من قبل الطبيب، يؤكد الدكتور وهبة، قائلاً:"إذا لم يكن الدهن مصفى ومحضّراً بطريقة صحيحة، وخالياً من الألياف، فإنه سيؤدي إلى ظهور تكتلات في الجلد، ويجعل المظهر مشوهاً، ويصعب علاجه في ما بعد".
مشدداً على أنَّ الدهن يمكن أن يسبب ظهور بعض الاحمرار وبعض الازرقاق والورم لأسبوعين متتاليين. لذا، من المهم إعلام المريضة بهذا الأمر قبل الخضوع لعملية تعبئة الوجه بالدهون.

الخيوط

"بما أنَّ غالبية النساء يملن إلى استعمال تقنية الخيوط لشدّ الوجه أو أجزاء منه، نظراً لأنها لا تتطلب وقتاً طويلاً للتعافي، فهنا أيضاً قد نجد بعض المشاكل التي تنشأ عن هذه التقنية، التي وعلى الرغم أنها ليست جراحة، إنما تحتاج إلى طبيب اختصاصي في الجراحة التجميلية للقيام بها، كونه يعرف تماماً مكان وجود الأعصاب في الرأس.

مع التذكير أنَّ هذا العمل الطبي يعطي نتائج جيّدة تدوم بين سنة إلى سنتين إذا كان الترهل في الوجه بسيطاً؛ وهي ليست بديلاً عن جراحات شدّ الوجه، إنما حل مؤقت. بينما في جراحات الشدّ تدوم أطول بكثير، لأنَّ الخيوط لا بد وأن ترتخي في فترة معينة ولا تعود قادرة على حمل الجلد وشدّه.

أما المشاكل التي قد تنتج عن الخيوط، إذا لم تتم لدى طبيب متخصص، فيمكن اختصارها بتجمّع الدم، وأذى للأعصاب المسؤولة عن حركات الوجه(شلل)، وإذا لم يتم تمرير الخيط في الأماكن الصحيحة يمكن أن يسبب ذلك تشوهاً في محيط الوجه أو الـ Contour "، حسبما يقول الدكتور وهبة.