الدهون

كثيراً ما تجذبنا نكهة الآيس كريم الغنية أو طبق من الدجاج أو اللحم الدُهني المطهو بالتوابل، ولكن هل فكرت يوماً في سبب هذا الشعور الشديد بالانجذاب لهذه الأطعمة الغنية بالدهون؟
حدد العلماء الآن منطقة في الدماغ تستجيب للقوام الناعم للأطعمة الدهنية، وتستخدم المعلومات لتقييم جاذبية هذه الأطعمة، وتوجيه سلوك الأكل. فماذا جاء في الدراسة من تفاصيل؟
كشف فريق من علماء الأعصاب وعلماء وظائف الأعضاء في جامعة كامبريدج، عملوا مع زميلين من معهد ويلكوم ترست-إم آر سي للعلوم الأيضية في مستشفى أدينبروك بانجلترا، أن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن تكشف عن أجزاء الدماغ التي تشارك في الاستجابة إلى الأطعمة الدسمة.
سير الدراسة التي تكشف سر جاذبية الدهون
في ورقتهم المنشورة في مجلة علم الأعصاب، كشف الباحثون كيف قاموا باختيار اللبن المخفوق بكميات مختلفة من الدهون، ثم طلبوا من المتطوعين تذوقه أثناء خضوعهم لمسح الدماغ.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن أحد العوامل المرتبطة بالسمنة في العديد من الدول الغربية هو تفضيل الأطعمة الدهنية، لذلك سعى الفريق في هذه الدراسة الجديدة بالمملكة المتحدة إلى معرفة أي أجزاء من الدماغ تشارك في تفضيل هذا النوع من الطعام، وهو اكتشاف قد يؤدي إلى علاجات موجهة إلى تلك الأجزاء من الدماغ للمساعدة في تقليل استجابة الناس للأطعمة الدهنية.
فأحد أسباب حب الناس للآيس كريم هو قوامه، ويعود قوامه جزئياً إلى كمية الدهون التي يحتوي عليها. كما أظهرت الأبحاث السابقة أن الناس يستجيبون لمذاق الآيس كريم والأحاسيس الغنية التي يشعرون بها أثناء تناول الآيس كريم، ولمعرفة أجزاء الدماغ المسؤولة عن مثل هذه التفاعلات، أجرى فريق البحث سلسلة من القياسات.
تضمن القياس الأول إنشاء العديد من مخفوقات الحليب بمستويات مختلفة من الدهون فيها، وبعد ذلك، استخدموا ألسنة مستخرجة من حيوانات لقياس درجة الاحتكاك الذي حدث عند تناول كل قطعة من مخفوق الحليب.
وطلب الباحثون من 22 متطوعاً من البشر أخذ عينات من نفس أنواع اللبن المخفوق، كما خضع المشاركون أيضاً لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.
وبعد كل تذوق، طُلب من كل متطوع تقدير المبلغ الذي سيدفعه مقابل كوب كامل من اللبن المخفوق كوسيلة لقياس مدى إعجاب كل متطوع بالعينات التي تم تقديمها لهم.
نتائج الدراسة التي تكشف سر الانجذاب إلى الدهون

وفي دراسة فحوصات الدماغ، وجد الباحثون أن القشرة الأمامية الحجاجية (OFC) أضاءت عندما كان المتطوعون يقومون باختبار الذوق، ووجدوا أيضاً أن المبلغ الذي أضاءه يتوافق مع المبلغ الذي كان المتطوع على استعداد لدفعه مقابل المخفوق بعد اختبار الذوق.
ولمعرفة ما إذا كانت هذه النتيجة تمتد إلى تناول الأطعمة وليس فقط الحلوى، دعا الباحثون المشاركين للعودة إلى المختبر لتناول وجبة غداء مجانية مكونة من العديد من أطباق الكاري ذات المحتويات الدهنية المختلفة. ومن دون علم المشاركين، قام الباحثون بقياس الكمية التي تناولها المشاركون من كل نوع من الكاري، ووجدوا أن أولئك الذين كانت القشرة الأمامية الحجاجية OFC لديهم أكثر حساسية للنسيج الدهني كانوا أكثر عرضة لتناول المزيد من الكاري عالي الدهون، مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا حساسين للنسيج الدهني.
يقول فابيان جرابينهورست، عالم الأعصاب بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة الذي شارك في الدراسة، إن هذه النتائج يمكن أن تساعد في تشكيل تركيبات الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية وفهم الآليات العصبية للإفراط في تناول الطعام.

قد يهمك أيضا:

أطعمة تزيد من حرق الدهون وتساعدك فى إنقاص الوزن

4 أطعمة قادرة على محو يوم من الطعام الغني بالدهون