مخاطر الأمراض في المسابح

 

شدد أطباء في هيئة الصحة بدبي على ضرورة تأكد الأهل من نظافة المسابح التي يرتادها أطفالهم، إذ تبرز مسابح الأبراج السكنية، والفلل، وحدائق الألعاب المائية كأكثر الوجهات التي يمضي فيها الأطفال معظم أوقاتهم، خصوصاً في ظل ارتفاع درجة الحرارة بحلول الصيف، الأمر الذي لا يخلو من انتشار بعض الأمراض الموسمية، ومنها الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي. ولفت الدكتور أنور الحمادي، استشاري الأمراض الجلدية في صحة دبي إلى أن «المسؤولية تقعُ على عاتق كل شخص وعائلته بشكل خاص، وعلى الجهة الموفرة للمسبح بشكل عام، لأنه من الواجب عليها تأمين سلامة مرتادي المسابح، وأكد ضرورة التشديد دوماً على سلامة الأطفال، لأنهم الأكثر عرضة للحوادث.

أمراض جلدية

وأوضح الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية، أن أكثر الأمراض شيوعاً خلال الصيف هي الدمامل، وحروق الشمس، والالتهابات الفطرية مثل النخالية المبرقشة «عدوى فطرية في الفخذ»، وتسبب الحرارة الشديدة بتعرق الجلد، وتظهر على الجلد كحبوب مؤلمة، وحكة شديدة في جميع أنحاء الجسم، بقع بيضاء اللون أو داكنة على الصدر والظهر أو تقرحات وحكة بين الأصابع، التي تسمى «سعفة القدم»، التي تمثل عدوى فطرية وتنتشر في فصل الصيف وتسبب حكة في القدمين، وتحديداً بين الأصابع، وبقعاً متقشرة بيضاء اللون، مؤكداً أن التعرق الشديد الذي يحدث في الصيف، وخاصة بين الرياضيين، هو الذي يزيد من حدوث هذه العدوى الفطرية، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الآفة الجلدية بارتداء الجوارب القطنية التي تحتوي على 100% قطناً، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق.

كما أشار الدكتور أنور الحمادي إلى أنَّ «مسؤولية السلامة العامة في المسابح تقع على عاتق المسبح نفسه، وأي حادث يحصل فيه يتحمل مسؤوليته صاحب المسبح، كونه ضمن المنشأة المملوكة منه، كما ينبغي على الأهل عدم ترك الأطفال في المسبح لفترة طويلة من دون مرافق».

نصائح

وقدم الدكتور الحمادي مجموعة نصائح، أبرزها عدم السباحة في أماكن غير مأهولة ومن دون رفاق، والامتناع عن التدافع حول حوض السباحة ولو في إطار المزاح، والامتناع عن القفز في المسبح، لأنه من أخطر الممارسات ويؤدي إلى الإصابة بجروح أو كسور وصولاً إلى الشلل أو الوفاة.

وأضاف أنه يجب الانتباه إلى خطر أشعة الشمس المُسببة لحروق، بعضها خطر، عبر استعمال كريم للحماية من أشعة الشمس أقله 15 spf بحسب توصية منظمة الصحة العالمية. وكلما كانت البشرة فاتحة وجب زيادة درجة الحماية. والأساس تجديد وضع الكريم كل ساعتين، لأن فاعليته تخف بمرور الوقت ولو كان ضد المياه مع ضرورة شرب الماء، لأن الجسم يتعرق ويخسر السوائل، ومن لا يسبح عليه تبليل جسمه عبر الاستحمام من وقت لآخر لمساعدة الجسم على التبريد، كما يجب حماية العيون عبر وضع نظارات تقي من الأشعة فوق البنفسجية. وشدد على ضررة إخراج الأطفال من حوض السباحة بين الفينة والأخرى، ونقلهم إلى الظل لأنَّ الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى عمق متر تحت المياه، ما يعرضهم لحروق.

أمراض تنفسية

من جانبه، قال الدكتور بسام محبوب، استشاري أمراض الجهاز التنفسي والربو في هيئة الصحة بدبي، إن الرذاذ المتطاير من المسابح ورائحة الكلور النفاثة تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية، خاصة للأشخاص المصابين بمرض الربو، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس.

وأشار إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة متخصصة في طب الأطفال «pediatrics» بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو لديهم عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر، حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح، وتؤدي إلى مشكلات في التنفس، وهذه الغازات التي تؤدي لحدوث المشكلات الصحية والخطيرة على الصدر والتنفس هي التركلورامين والنتروجين كلوريد، وهذه المركبات تنتج عندما يتفاعل الكلور الموجود في المسبح، الذي يضاف لغرض التطهير مع الأمونيا التي تتواجد في العرق.

وقال إنه يجب الحرص على تدريب العاملين والقائمين على تنظيف المسابح لضمان مراعاتهم نسبة الكلور التي يستخدمونها، وأن تكون ضمن الحدود المقننة، وألا يعتقدوا أنه عند زيادة من الكلور فإن النتيجة تكون أفضل، بل العكس فإن زيادة الكلور في الماء وزيادة تلوث الماء إما عن طريق الجلد أو التبول أو غيرها سيزيد من إنتاج هذه المواد الخطيرة التي ستكون متواجدة في الجو المحيط بالمسبح ويستنشقها الإنسان، خاصة إذا كان المسبح مغلقاً.

مراقبة

شدد الدكتور بسام محبوب على ضرورة وجود المراقبين والمشرفين على أحواض السباحة لتعليم وتدريب الأطفال المبتدئين لتجنب تعرض الأطفال للغرق، ومراقبة المسبح عن كثب من قبل هؤلاء المدربين، كما ينبغي على الأهل، أيضاً، عدم ترك أطفالهم، وإنما يجب مرافقتهم، أو على الأقل التأكد من وجود المدرب حتى لا يتعرض هؤلاء الأطفال للغرق أو الإصابة ببعض مضاعفات المسابح، خاصة للأطفال المصابين بالحساسية أو الأمراض الأخرى.

تعقيم

أشار الدكتور بسام محبوب إلى أن إضافة الكلور إلى مياه المسابح تعمل على تعقيمها، ولكن يجب أن يكون ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض.