استخدام الهاتف النقال قبيل النوم

النوم نعمة من نعم الله، تمكّن الإنسان من الحصول على الراحة الجسدية والفكرية، بعد عناء نهار طويل. والنوم السليم وفق عدد ساعات معينة يُسهم في إمداد الجسم بالطاقة التي تساهم في زيادة إنتاجيته.

وفي حين تتراجع لدى كثيرين ساعات النوم المطلوبة بسبب التطور التكنولوجي وطغيان عادة استخدام الهواتف النقالة والحواسيب اللوحيَّة على الفراش قبيل النوم وبوتيرة يومية،  الاختصاصي في أمراض النوم والعناية التنفسيَّة، الدكتور مشني السعيد، للوقوف على مخاطر هذه العادة وأثرها في صحة الإنسان، فقال بداية:

"إن الحرمان من النوم أو نقص ساعات النوم الطبيعيَّة له بالغ الأثر السلبي في الأداء اليومي للإنسان، ويساهم في كثرة النعاس أثناء النهار، وفي تقلّب المزاج، وكثرة النسيان، والغضب الزائد، وقلة المناعة وتشتت الانتباه".

المخاطر...

ويشرح الدكتور السعيد المخاطر بالقول: "إنَّ شاشة الهاتف أو الحاسوب اللوحي تنتج عنها إشعاعات ضوئيَّة تٌسمى الأشعة الزرقاء، تتسلل إلى العين، وتعمل على إحباط هرمون الميلاتونين أو هرمون النوم، وهو الهرمون الذي يؤثر في الإيقاع اليومي والساعة البيولوجية لجسم الإنسان، والذي يزداد إفرازه في فترات الليل عند إنعدام الإضاءة. فعند التعرُّض لما يُسمى بالأشعة الزرقاء يقوم الدماغ بتفسيرها على أنَّها أضواء النهار الأمر الذي يؤثر في جودة وصحة النوم".

وأضاف: " وفي دراسة حديثة، وُجد أنَّ أكثر من 70 في المئة من الأشخاص ينامون ويأخذون معهم أجهزتهم المضيئة. وقد ينامون وما زالت أجهزتهم بأيديهم أو بجانبهم أو تستخدم كمنبّه للاستيقاظ. ووجود هذه الأجهزة قرب السرير تدفع الفضول الإنساني إلى الرغبة في معرفة آخر المستجدات والأخبار أو استخدام وسائل التواصل؛ وكل هذه النشاطات، مع تعرّض العين للإضاءة، تُسهم بشكل كبير في إصابة الإنسان بالأرق، ناهيك من الإصابة بزيادة الوزن والسمنة المفرطة والسكري وأمراض القلب".

نصيحة ذهبيَّة

ويقدم الدكتور السعيد نصيحة مهمّة تقضي بوجوب معرفة أنَّ الاستخدام الخاطئ للأجهزة قد يولّد صعوبات في النوم والتواصل ويؤثر بشكل كبير في الإنتاجيَّة. لذا من المهم إيجاد الوقت المناسب للنوم من دون استخدام تلك الأجهزة المتنقلة، وتخصيص أوقات محدّدة لاستخدامها. وأن يتمّ غلق كلّ الشاشات في المنزل قبل ساعة واحدة على الأقلّ من موعد النوم لضمان نوم هانىء ومريح.