رذاذ جديد للأنف دواء "إسكيتاماين" يكافح الاكتئاب

 بعد أعوام من التجارب، من المقرر أن يصل الى الأسواق رذاذ للأنف يكافح الاكتئاب في دقائق، بدلا من الأدوية التي تحتاج الى أشهر ليعمل مفعولها لعلاج أشكال حادة من المرض العقلي. وسوف تتم الموافقة على الدواء في أميركا بعد نتائج التجربة المميزة حقا، ويمكن أن يصبح مرخصا للاستخدام في المملكة المتحدة في غضون عام، مع توقع الخبراء بأنه قد يمنع الكثير من حالات الانتحار. والمرضى الذين لم يستجيبوا في السابق لأية أدوية أخرى، استجابوا لجرعة واحدة من الدواء الجديد وتأثيره استمر لأسابيع، وفقا للدراسة.

الاكتئاب، أي المزاج المنخفض المستمر الذي له تأثير ضار على الحياة يومًا بعد يوم على مدى فترة طويلة من الزمن، يصيب ما بين 5-10 في المائة من السكان. وتشمل العلاجات النفسية، العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية المضادة للاكتئاب.

وأكثر الأدوية التي توصف عادة هي تلك التي تستهدف إنتاج "السيروتونين"، واحدة من المواد الكيميائية في المخ والتي تشارك في تنظيم المزاج.

فالدواء الجديد المسمى "إسكيتاماين"  esketamine، يعمل بشكل مختلف عن مضادات الاكتئاب الموجودة، إذ أنه يستهدف مادة كيميائية في المخ تسمى "الغلوتامات" التي تشارك في تكوين نقاط الاشتباك العصبي في المخ، الاتصالات الرئيسية بين خلايا المخ. وهناك نظرية تقول إن أحد الأسباب الرئيسية للاكتئاب هو الانخفاض في عدد الخلايا الدماغية الجديدة، وزيادة مستويات الغلوتامات هذا يمكن أن يحسنها.
ويجري تقييم رذاذ الأنف من قبل وكالة الطاقة في الولايات المتحدة لإدارة الغذاء والدواء (FDA) لاستخدامها في المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من الاكتئاب، بما في ذلك أولئك الذين ما زالوا على ما يرام بعد عدة محاولات مع مضادات الاكتئاب المختلفة.

وشهدت التجربة الأخيرة من "إسكيتاماين" على 30 مريضا يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج الشديد أو دواء معين واحد أو اثنين من الحقن في الوريد. والنتائج التي نشرت في دورية الطب النفسي البيولوجي، توضح أن الآثار شوهدت خلال ساعتين وأن 67 في المائة من المرضى الذين تجاوبوا مع العلاج، مع الفوائد المتبقية بعد 35 يوما. وتشمل الآثار الجانبية الحد الأدنى من الدوخة والنعاس. وقد تمت مقارنة هذا المعدل نسبة 37 إلى 56 في المائة من المرضى 6- 12 أسبوعا مع مضادات الاكتئاب التقليدية.
وقد أظهرت التجارب الأخرى أن المرضى يستجيبون لجرعة واحدة في غضون دقائق، والحد من الأفكار الانتحارية. ويقول الدكتور هاميش مكاليستر ويليامز، قارئ في علم الأدوية النفسية السريرية في جامعة نيوكاسل واستشاري الطب النفسي."إنه تطور مثير جدا".
وأضاف: "كثير من الناس لا يستجيبون للأدوية الحالية، لذا فنحن بحاجة ماسة إلى علاجات جديدة. ونظرا لأن الاكتئاب هو حالة خطيرة. لأنه يزيد معدلات الوفيات ليس فقط من خلال الانتحار، ولكن مع العديد من الأمراض الجسدية أيضا. فالاكتئاب، وعلى سبيل المثال، يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنفس النسبة التي يحصل عليها من يدخن 20 سيجارة يوميا".
كما قال: "هذا الدواء يعمل بطريقة جديدة، إذ يعمل في دقائق بدلا من أسابيع. هذه الاستجابة السريعة مفاجأة كبيرة". وعبر عن سعادته قائلا: "هذه الأدوية تقدم أملا جديدا للمرضى كعلاج يختلف جدا عن الأدوية التي لدينا حاليا وأيضا من خلال فتح مجالات البحوث الجديدة لمساعدتنا على فهم أفضل للاكتئاب. وهذا أيضا مثير للغاية".