لعلاج مرضى القلب

نجح العلماء في التوصل إلى إمكانية إنقاذ الآلاف من مرضى القلب البريطانيين الميؤوس من شفائهم، والذين ينتظرون عمليات زراعة القلب، عن طريق زرع جهاز إلكتروني جديد يربط بين عضلة القلب والآلة.

وتقدم عملية الزرع الرائدة إلى المرضى من العام المقبل، ويحتوي الجهاز على محرك صغير، والذي يساعد في عملية الضخ القائمة بالفعل من قبل عضلة القلب من خلال مساعدتها على دفع الدم المحمل بالأوكسجين إلى الجسم، وعلى الرغم من إجراء حوالى 200 عملية زرع قلب سنويًا في بريطانيا، إلا أن ما يقدر بـ 1300 من الرجال والنساء والأطفال، يموتون كل عام في انتظار الجهاز الجديد.

ويتم زرع أجهزة مساعدة للبطين الأيسر (LVADs) لدى 30 من البالغين والأطفال سنويًا في بريطانيا، كجسر لعملية زراعة القلب في محاولة لكسب الوقت، لحين العثور على متبرع، لكنها تحمل في طياتها خطر الجلطات الدموية والسكتة الدماغية، وغالبًا لا يصبح الجهاز متاحًا في الوقت المناسب لإنقاذ المريض.

وزعم المطورون أن الجهاز الجديد يعتبر حلًا دائمًا آمنًا، وتم تطوير الجهاز الذي يشبه حجم أنبوب أحمر الشفاة، ويمثل ثلثي حجم المضخات الحالية بواسطة فريق بريطاني في Swansea، بقيادة البروفيسور ستيفن ويستبي، وأضاف ويتسبي "هناك حاجة ضخمة لم يتم تلبيتها، ولا يمكن تلبيتها عن طريق التبرع بالأعضاء البشرية، وتعد المضخة الميكانيكية الطريق إلى الأمام، وأثق أنه في غضون أعوام، سنرى المزيد من الناس يقومون بتركيبها بشكل أكبر من أولئك، الذين يجرون عمليات زراعة القلب".

ويعد الجهاز الصغير، الذي ابتكره ويتسبي وفريقه أصغر جهاز مساعد للقلب في العالم، حتى الأن ويمكن ارتداؤه تحت الملابس لتحسين نوعية حياة المريض، ولم يظهر الجهاز أي مضاعفات في الجسم حتى الوقت الراهن، ويخطط الفريق لبدء التجارب على البشر العام المقبل، وتابع ويتسبي "أتمنى أن يتم استخدام هذا الجهاز باعتباره معادل لزراعة القلب للمرضى الذين يعانون من قصور حاد في القلب، ويجب أن تتغير طريقة تعاملنا مع هذا لديها الآلاف يموتون ويمكن إنقاذهم".

وبرز اسم البروفيسور ويتسبي عام 2000، عندما زرع مضخة مساعدة إلى المريض بيتر هوتون الذي كان يحتضر من قصور في القلب، وكان مريض للغاية لإجراء عملية زرع قلب، واستمرت المضخة ما يقرب من 8 أعوام قبل أن يتوفى السيد هوتون من فشل في أعضاء متعددة.

وتعد المضخات المساعدة الحالية غالية الثمن، ويصل بعضها إلى 100 ألف أسترليني بسبب الطبيعة المعقدة والمتخصصة في الأجهزة، ويأمل البروفيسور ويتسبي في صدور الجهاز الاصطناعي بسعر أقل، مضيفًا "يجب أن تضع تكلفة الجهاز في مقابل أعوام رعاية المريض الذي يعاني من قصور في القلب، إنهم يدخلون المستشفى عدة مرات، وفي كثير من الأحيان لا يمكنهم العمل ما يستهلكهم اقتصاديًا، بيتر هوتون كان مريض عظيم ومثال جيد للمضخة الصناعية، أثق من أن المضخة الجديدة ستستمر لفترة أطول، وتنقذ حياة العديد من الأرواح".