مرض الخرف العقلي "ألزهايمر"

يبذل الأطباء حول العالم، قصارى جهدهم للكشف عن مرض الخرف العقلي "ألزهايمر"، عاجلا وقبل فوات الأوان، ولكن يبدو أن الذكاء الاصطناعي سبقهم في ذلك، وقد طوّر الباحثون ذكاء اصطناعيًا يقدر على الكشف عن مرض التنكس العصبي "الخرف"، الذي يؤدي إلى فقدان الذاكرة والوظائف المعرفيةـ بما يقرب من 10 أعوام أسبق من الأطباء من خلال النظر في الأعراض وحدها، وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن للذكاء الاصطناعي الكشف عن العلامات المبكرة بنسبة دقة تصل إلى 84 في المائة عن طريق تحديد التغييرات في كيفية توصيل مناطق الدماغ.

وكشفت الباحثة في الدراسة، لمجلة "New Scientist"، ماريانا لا روكا، عن أساليب الكشف الحالية، مضيفة أنّه "في الوقت الحاضر، أن تحليلات السائل النخاعي وتصوير الدماغ باستخدام أجهزة تتبع الإشعاع يمكن أن تخبرنا إلى أي مدى يتم تغطية الدماغ بالحبائك العصبية واللويحات، وتكون قادرة على التنبؤ بدقة نسبيًا عن الشخص الذي سيكون في خطر كبير للإصابة بمرض ألزهايمر قبل 10 سنوات مسبقًا، ومع ذلك، هذه الأساليب هي جراحية جدا، ومكلفة ومتوفرة فقط في مراكز متخصصة للغاية".

وواحدة من الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي الجديد هو أنه لا يتطلب جراحة، وهو إجراء أبسط وأرخص، وقد طورت لا روكا مع نيكولا أموروسو وزملاؤهم الآخرين في جامعة باري في إيطاليا الآلي الذي يتعلم نظام الحلول الحسابية ووجدت أنه قادر بشكل فعال على فهم التغيرات في الدماغ المتعلقة بمرض ألزهايمر .

واستخدم الباحثون 67 عملية تصوير بالرنين المغناطيسي - 38 منها من الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر و 29 حالة كمجموعة ضابطة من الأصحاء - لتدريب هذا الآلي على التمييز بين الأدمغة السليمة وأولئك المعرضين للإصابة بالمرض، ثم قَسّم الباحثون مسوحات الدماغ إلى مناطق صغيرة من أجل تحليل الاتصال العصبي بينهما، لمنع وجود افتراضات حول التشخيصات، واختبروا الذكاء الاصطناعي على مجموعة من مسوحات الدماغ من 148 شخص محل الدراسة، منهم 52 شخص سليم، و48 مصابون بمرض الزهايمر و 48 يعانون من ضعف الإدراك المعتدل, ولكن من المعروف أنها قد أصيبوا بمرض الزهايمر 5 إلى تسع سنوات في وقت لاحق، وكان الذكاء الاصطناعي قادرًا على معرفة الفرق بين الدماغ السليمة والأخرى المصابة بمرض الزهايمر بنسبة دقة وصلت إلى 86 في المائة، أثبت الذكاء الاصطناعي أيضًا نجاحًا في التعرف على الأعراض: فكان قادرًا على التمييز بنجاح بين الأدمغة السليمة وتلك المصابة  ضعف الإدراك المعتدل بنسبة دقة تصل إلى 84 في المائة، وكان الأطباء غير قادرين على تحديد المرض حتى مرور عقد من الزمن على الإصابة  بمرحلة ضعف الإدراك المعتدل، 

وخلصت الدراسة إلى أن "محتوى المعلومات المقدمة من قبل الذكاء الاصطناعي كان قادرًا على كشف أنماط المرض بكفاءة، وهي طريقة مناسبة جدا لتطبيق الدراسات الطولية، من الناحية المثالية بالتعاون مع التصوير الوظيفي، لتحسين فهمنا لأنماط مختلفة من مرض التنكس العصبي عن أمراض مختلفة"، وبعد ذلك، يريد الفريق العمل تطبيق الذكاء الاصطناعي على الأمراض العصبية الأخرى - مثل مرض باركنسون - كذلك.