التوحُّد

وأمل باحثون في أن يسمح لهم مسح أدمغة حديثي الولادة، في يوم من الأيام، بالبحث عن علامات قد تتيح تشخيص إمكانية الإصابة ب التوحد في مرحلة الطفولة.

وأجرى علماء دراسة جديدة لمحاولة إنشاء خارطة دماغية قد تسمح لهم بتشخيص حالة التوحد لدى الأطفال حديثي الولادة، وجدوا فيها أن الأطفال الخدّج لديهم عدد مفرط من الخلايا العصبية وغيرها من البِنى في قشرة الدماغ، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم العمل العقلي.

ويمكن أن يؤثر عدد مفرط من العصبونات في الدماغ على التواصل بين الخلايا العصبية، التي ترتبط باضطرابات طيف التوحد (ASD).

ويعتقد أن الأطفال المولودين في الموعد المحدد للولادة الطبيعية يتخلصون من هذه العصبونات خلال الربع الثالث من الحمل، وهذا قد يفسر سبب انتشار التوحد في الأطفال المولودين في وقت مبكر من موعد الولادة.

أقرا ايضًا:

فتح "الأوعية الدموية" في الدماغ قد تنقذ ذكريات مرضى "ألزهايمر"

وقال الدكتور هاو هوانغ، وهو باحث في قسم الأشعة، والمشرف على الدراسة التي أجريت في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، إن هذه القياسات توفر القدرة على الكشف عن المؤشرات الحيوية لاضطراب طيف التوحد، ما يسمح بالتشخيص المبكر وربما التدخل العلاجي المبكر أيضا.

والتوحد هو حالة مزمنة يتعايش معها المصاب طوال فترة حياته وتؤثر على كيفية اتصاله وتفاعله مع الآخرين.

ومن خلال النتائج التي كشفت عن وجود تشوهات أكبر في أدمغة الأطفال الخدج وعدد أكبر من الخلايا العصبية، يعتقد الباحثون أنهم يستطيعون إنشاء خارطة تتنبأ بالتوحد لدى المواليد الجدد.

وما تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان تشخيص هؤلاء الأطفال باضطراب في النمو، مستمرا، ولذلك، يخطط الباحثون لمتابعة الأطفال وتحديد ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفعل بالتوحد عند بلوغهم عمر السنتين.

كما يأمل العلماء في وضع نموذج ل الدماغ على الكمبيوتر لإظهار التغيير في هيكل الدماغ مع مرور الوقت، وكيف يمكن أن يرتبط هذا بالتوحد.

وقد يهمك أيضًا:

 علاقة "الإندومي" بالإصابة بسرطان المخ وتلف الخلايا العصبية

النشاط البدني يُحسّن وظائف الدماغ والذاكرة في سن الشيخوخة