الحمض النووي

اقترب علماء الطب الشرعي من توقع لون شعر المشتبه به من الحمض النووي وحده بعد اكتشاف أكثر من 100 جينة جديدة تؤثر على الشخص.

وقال باحثون "إن الاختبار الذي يعتمد على العلامات الجينية الجديدة كان أكثر دقة من 10 إلى 20٪ من اختبارات الطب الشرعي الموجودة وكان أكثر موثوقية للشعر الأحمر أو الأسود، مع وجود صعوبة في التنبؤ بالشعر البني أو الأشقر".

وقال تيم سبكتر وهو مؤلف رئيسي في العمل بجامعة كينجز كوليدج لندن "إذا ترك أحدهم الدم في مسرح الجريمة، فيمكنك أن تخمنه من الحمض النووي الخاص به، سواء كان شعره أسود أو أحمر بنسبة تقارب الـ 90٪".

ويعتبر لون شعر الشخص من أكثر السمات الموروثة في مظهره، مع دراسات على التوائم تشير إلى أن علم الوراثة يفسر ما يصل إلى 97٪ من لون الشعر.

حتى الآن، لم يعرف العلماء سوى 13 جينة تؤثر على مكان ظهور شعر الفرد على مقياس يتدرج من الضوء إلى الظلام.

وكشف باحثون من كينجز وإراسموس إم سي في روتردام بعد دراسة الحمض النووي لنحو 300 ألف شخص، عن 124 جينة ساهمت في لون الشعر، إما عن طريق التأثير المباشر في إنتاج وتوزيع صبغة الميلانين الطبيعية أو من خلال آليات بيولوجية أخرى، لا يزال الكثير منها غير واضح.

وتفيد الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر جينيتكس إن كمية الجينات الجديدة للشعر تشرح 35٪ من الشعر الأحمر و 25٪ من الشعر الأشقر و 26٪ من الشعر الأسود. من المرجح أن مئات الجينات الأخرى تؤثر أيضًا على لون الشعر بطرق دقيقة جدًا لا يستطيع العلماء اكتشافها، وأحد العوامل التي تعقّد اختبار الطب الشرعي في لون الشعر هو الميل الشائع للأطفال الذين يولدون مع شعر أشقر ثم يتحول شعرهم إلى اللون البني بعد سنوات قليلة.

وفي حين أن هذا التغيير نفسه يمكن أن يكون مدفوعًا بالجينات، إلا أن الباحثين لم يجدوا شيئًا بدا أنه يفسر التأثير، وقال مانفريد كايسر مؤلف كبير في الصحيفة في إيراسموس إم سي "نعرف أن بعض الأطفال الشقر أصبحوا بنيّين، لكن ليس لدينا أي فكرة عن سبب ذلك".

ويعد اكتشاف اختلافات ملحوظة في لون الشعر بين الرجال والنساء الذين شاركوا في الدراسة ربما أكثر إثارة للاهتمام، حيث وجد العلماء، الذين اعتمدوا على البيانات التي جمعها بنك BioBank البريطاني وشركة USand Genetics 23andMe ، أن النساء أكثر احتمالا للإبلاغ عن وجود شعر أشقر بنسبة 25 في المائة مقارنة بالرجال، وأقل احتمالا لثلاثة أضعاف للقول إن شعرهن قاتم.

وتتوافق الأرقام على الرغم من أن العلماء لا يستطيعون استبعاد أن بعض المشاركين كانوا مخطئين بشأن لون شعرهم، مع نتائج دراسات أخرى تستخدم أدوات بصرية لقياس لون الشعر.

وكانت الاختلافات في الماضي، تُعزى إلى التفضيلات الجنسية، حيث من المفترض أن النساء يفضلن الرجال الأكثر غباضاً ورجالاً يفضلون النساء الشقراوات، وقال كايسر "إذا كان هذا يحدث، فمن الصعب إثباته".

ويعطي هذا البحث العلماء بالإضافة إلى تسليط الضوء على بيولوجيا لون شعر الإنسان، رؤى جديدة بشأن الجينات المرتبطة بأمراض مثل سرطان الجلد، وقال سبكتور "إن الأصباغ أكثر من مجرد مستحضرات تجميل – فهي مهمة لجهاز المناعة ولها دور في العديد من الأمراض، فهم الجينات يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة".