كبار الخبراء في إنجلترا يقيمون خطر سرطان الثدي

تمّ الإعلان عن عصر جديد من العقاقير للوقاية من السرطان الأسبوع الماضي وسط أخبار أنه يمكن للنساء الآن أن يقللن من فرص إصابتهن بأورام الثدي إلى النصف وذلك بفضل أقراص 4P التي طرحتها خدمات الصحة الوطنية، فيما أوصى المعهد الوطني للصحة بأن هذا العقار الذي يدعى "اناستروزول" يجب أن يتاح للنساء اللاتي تخطين الـ 50 عامًا وهن الأكثر عُرضة للإصابة بمراحل متطورة من سرطان الثدي، ولقد تناولت بعض النساء اللاتي لديهن سرطان هذا العقار بالفعل من أجل منع تكرار الورم مرة أخرى، أما النساء الأصغر سناً فهن بنفس معدّل الإصابة الخطيرة بالسرطان وتُقدّم لهن أدوية أخرى مثل  "تاموكسيفين" وذلك كإجراء وقائي لهن، ويعمل كل من العقارين على الهرمون الجنسي "استروجين" والمعروف بأنه يعمل على تطور ونمو الخلايا السرطانية في الثدي، وتوجد امرأة واحدة من كل 8 نساء تعاني من مرحلة متطورة من سرطان الثدي ويتم اكتشاف نحو 55 ألف حالة جديدة سنويًا من سرطان الثدي كما تموت نحو 11400 امرأة سنويًا بسبب هذا المرض، ويقدّر العلماء أن جميع النساء في الوقت الحالي عُرضة للإصابة بالمرض على المستويين العالي والمتوسط وسيتاح لهم عقار "اناستروزول" لمدة 5 سنوات بينما قد تكون 39 ألف سيدة بمنأى عن الإصابة بسرطان الثدي.

ويعطي كبار الخبراء في إنجلترا حكمهم على هذا العقار الجديد حيث يقول مدير معهد وولفسون للطب الوقائي في لندن ورئيس مركز الوقاية من السرطان في جامعة كوين ماري في لندن البروفيسور جاك كوزيك "يُتبع هذا النهج منذ وقت طويل وقد تم تفعيله الآن لتقييم الخطر الذي يتعرّض له مرضى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وإذا كان ذلك مناسبًا يمكن إعطاء دواء مثل الاستاتين لتقليل هذا الخطر، ويمكننا الآن اتباع نفس النهج فيما يخص سرطان الثدي  فمن السهل معرفة سرطان الثدي الخاص بك من خلال استخدام الاستطلاع على الإنترنت مثل حاسبة IBIS على موقع ems-trials.org/riskevaluator والذي يطرح عدة أسئلة حول أسلوب أو نمط الحياة والتاريخ العائلي للمرض.

 وإذا أشارت الحسابات إلى وجود نوع من القلق فإنها توجّه السيدة إلى مستشار وراثي تابع لخدمات الصحة الوطنية أو إلى أخصائي ثدي "وأضاف كوزيك" ويعمل العقار الجديد من خلال وقف إنتاج هرمون الأستروجين في الخلايا الدهنية في عملية تسمى أروماتيزاشن، وذلك بالنسبة للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث حيث يتوقف المبيض عن إنتاج هرمون الاستروجين وهذه هي أفضل طريقة لتوفير الحماية، كما أننا عرفنا بالفعل من خلال دراسة أوضاع النساء اللاتي تعاني من سرطان الثدي أن عقار "أناستروزول" أفضل من عقار "تاموكسيفين" في منع تكرار المرض مرة أخرى كما أنه جاري النظر إلى هذا العقار ليكون عقارًا وقائيًا أيضًا" ويستطرد البروفيسور حديثه قائلًا "أظهرت دراساتنا السابقة أن النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث اللاتي يتناولن تاموكسيفين يمنعون عمل الاستروجين في الجسم بدلًا من منع انتاجه لمدة 5 سنوات للحصول على مستوى كبير من الحماية وتعد الـ 5 سنوات من العلاج مدة كافية صالحة لمدى الحياة والحد من الضرر وهذا يعني أن الفوائد تفوق المخاطر بكثير".

بينما يقول البروفيسور بيتر سكيمد عالم الأورام وهو أستاذ طب السرطان والمدير في مركز الطب التجريبي للسرطان في معهد بارتس للسرطان "إن مصدر القلق بشان تناول عقاري "اناستروزول" أو "تاموكسيفين" هو أن الاستروجين جزء لا يتجزأ من الحفاظ على صحة العظام وقبل بدء العلاج يجب أن تتعرّض النساء لفحص كثافة العظام لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة لتناول عقار يمنع هشاشة العظام".

فيما قالت الدكتورة مارلين غلينفيل وهي خبيرة تغذية بريطانية رائدة والمتخصصة في صحة المرأة ومؤلفة لعشرات من الكتب حول هذا الموضوع "هناك خطر من تطورات العقار فيما يخص المرضى الذين يعتقدون أن الحبوب تمنحهم الحماية الكاملة وفي الحقيقة فإن الحفاظ على وزن الجسم وصحته أمر ضروري للغاية كما يجب متابعة نسبة الدهون الخارجة من الجسم، كما أن هناك طرق أخرى للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي متمثلة في تقليل الكحول على ألا يتعدى مرة واحدة في اليوم وممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا بالإضافى إلى إرضاع الأطفال لمدة 6 أشهر، والنظام الغذائي هو مفتاح الوقاية وتناول فيتامين (د) على وجه التحديد فهو ضروري بالنسبة لصحة العظام كما أنه يوقف انتشار الخلايا السرطانية في الثدي وهذا ما أثبتته العديد من الأبحاث".