الذين يركزون على الاستمتاع بالنكهات

قدمت دراسة طبية حديثة العديد من النصائح للحفاظ على الوزن، تزامنًا مع اقتراب موسم الأعياد، وتناول الأطعمة ذات الدهون الكثيرة.ووجد الباحثون في جامعة كولومبيا، أن الأشخاص اختاروا تناول حصص صغيرة من الكعكة الشوكولاتة، وذلك عندما طلب منهم تخيل المذاق والرائحة والملمس بوضوح  لحلوى متماثلة، وفي الواقع فإن المشاركين الذين ركزوا على المذاق، استمتعوا بالأجزاء الصغيرة التي تناولوها أكثر من الذين لم يفكروا في المذاق، وانتهى بهم الأمر بتناول كميات كبيرة.

ويعتقد الدكتور يان كورنيل كبير الباحثين، ومساعده بيري تشاندون، أن التركيز على مذاق الطعام حول أولويات الأشخاص بعيدًا عن التفكير في قيمة النقود أو الخوف من الشعور بالجوع، فعند التفكير في التجربة الحسية، تناول المشاركون حصصً طبيعية الحجم وسعدوا بدفع المبلغ كاملًا، واختبر الطبيبان ما إذا حساب كمية السعرات الحرارية سيشجع على تناول كميات أصغر، وبالفعل ومع شعور المشاركين بالخداع في الأسعار وأرادوا دفع مبالغ أقل تعويضًا عن انخفاض السعرات الحرارية.

وأجرى كورنيل و تشاندون 5 تجارب مختلفة بالاستعانة بمجموعات مختلفة مثل تلاميذ فرنسيين وبالغين أميركيين ونساء من باريس، وشملت الدراسة الأولى 42 تلميذًا فرنسيًا، وطلب منهم التخيل باستخدام حواسهم الخمس الاستمتاع بتناول الحلوى، وبعدها طلب منهم اختيار أجزاء من البراونيز، واختاروا بطبيعتهم أجزاء من البراونيز أصغر مرتين من التي اختارها أطفال يخضعون لشرط السيطرة.

وفي تجربة أخرى، قلد الطبيبان المطاعم الراقية من خلال وصف كعكة شوكولاتة عادية بأنها تفوح منها رائحة "البن المحمص" مع "عبير العسل والفانيليا"، إضافة إلى "التوت البري"، وأدى هذا الوصف الواضح لأن يختار 190 بالغًا أميركيًا أجزاء صغيرة، بالمقارنة مع شرط السيطرة حيث تم وصف الكعك ببساطة كأنه "كعك شوكولاتة".

وتضمنت الدراسة شرطًا ثالثًا حيث تم إخبار الناس عن السعرات الحرارية والدهون التي تحتويها كل قطعة كعك، فهذه المعلومات عن التغذية جعلت الناس يختارون حصصًا أقل، ولكن فيما يخص التكلفة فقد قل عدد الأشخاص الذين يريدون شراء الكعك بثمن 1 دولار مقارنة بحالة تعدد الحواس.

وأظهرت الدراسة الثالثة أن الأشخاص استهانوا بمدى استمتاعهم بتناول كميات قليلة من شوكولاتة البراونيز، فتوقعوا أنهم سيستمتعون بالكميات القليلة أكثر من الكميات الكبيرة لكن في الواقع فإن الاستمتاع بكليهما واحد، وهذا الخطأ قضي عليه بتصور متعدد الحواس والتي جعلت الأشخاص متنبئين أفضل بالاستمتاع بالطعام مستقبلًا.

وأضاف كورنيل "وجود قوائم أكثر توصيف أو البطاقات الملصقة على المنتجات التي تشجع العملاء على استخدام حواسهم، يؤدي إلى نتائج إيجابية لرضا المستهلك وصحته، ولكنها أيضًا تستخدم لتحقيق أرباح". وتابع "هذا قد يستخدم لجعل صناعة المواد الغذائية أكثر استدامة والتي تناضل من أجل النمو لمواجهة وباء السمنة اليوم".

واعتمدت الدراسة على رسالة المناقشة لدرجة الدكتوراه الخاصة بكورنيل، وأجريت الدراسات في INSEAD تحت إشراف شاندون والذي يشغل منصب أستاذ التسويق والابتكار والإبداع، كما أنه مدير المختبر السلوكي إنسياد في جامعة السوربون. وهذا المقال له تأثير على السلطات الصحية ومجموعة كبيرة من مقدمي الطعام، بدءًا من مصنعي الأغذية والمطاعم لحملات تقديم الطعام للمدارس والمستشفيات.