مشروع سولو هوسس

يوفر مشروع سولو هوسس للمهندسين المعماريين الدوليين حرية إنشاء المبان التي بخيالهم في منطقة أراجون الريفية.
ترون من خلال زاوية ضيقة للرؤية: ظلال الأوراق، والتربة المغبرة، والنباتات العنيدة التي توجد بهذا الجزء الممتلئ بالشجر في إسبانيا؛ وأيضا ضوء منعكس عن الماء، وحصى مصقول على الأرضية الأسمنتية؛ وعارضات الحائط من الصلب الداكن؛ وعلاوة على ذلك، خزان مياه أسطواني، ويظهر الرأس الحمراء لصنبور الدش خارجي؛ وستارة دش فضية؛ وسلاسل من المصابيح المعلقة؛ وكابينة من الصلب الأبيض تحتوي على مرحاض خارجي؛ وخزانة كبيرة من الصلب غير القابل للصدأ.

وينتقل هذا التجميع المكثف للمحفزات إلى هيكل أكبر، وهو مبنى رائع يستخدم كبيت للعطلات، بُني أخيرًا في منطقة ماتارانا الجبلية المشجرة، في أراجون، بالقرب من حدود  كاتالونيا. وهو جزء من مشروع يسمى منازل منفردة، ومن المقرر أن يشمل ذلك المشروع ما مجموعه 15 منزلًا بالإضافة إلى فندق، كل منهم  يصممه مهندس مختلف، وقد كان هذا المشروع نتاج أفكار زوجين من باريس: كريستيان بورديس، الذي كان يتاجر سابقًا في التحف المستوردة من جنوب شرق آسيا، وإيفا البران، وهي منتج للفعاليات الثقافية والفنية، والفكرة هي بناء مجموعة من البنايات المعمارية بحيث تكون أعمال فنية، لصنع "تاريخ العمارة في هذه اللحظة في الوقت الحاضر".

المشروع في مجمله يبدو إلى حد ما مثل برنامج "العمارة الحية" الذي ينفذه ألين دي بوتون، لبناء منازل للعطلات يصممها مهندسون معماريون، إلا أن مشروع منازل منفردة يستهدف منطقة واحدة، كما أنه يشبه جناح العمارة السنوي "صربنتين"، مع اختلاف أنه يبني منازل دائمة وصالحة للسكن.

خيارات مشروع منازل منفردة تأتي من أولئك المتحمسين الذين يعرفون مجالهم ويعرفون ما يعجبهم، يقول بورديس إنه لم يكن يبحث عن "المهندسين المعماريين الأنيقين الذين يعرفهم الجميع"، ولكن عن مهندسين من جيله، في الأربعين من عمرهم ويفكرون بنفس الطريقة التي يفكر بها"، ويضيف متحدثًا عن مصممي المنزلين الذين بنيا:"لقد كانا مبتدئين عندما التقينا"، كما يقول، ولكن خلال فترة الست سنوات من عمر المشروع صعدا بعض الدرجات من الشهرة. قضى بورديس ستة أشهر بجولة في أوروبا لتحديد موقع تنفيذ المشروع، باحثا عن "مواقع مدهشة يسمح بالبناء فيها"، واستقر على أراجون لأن سياسات التخطيط بها أكثر ملاءمة للبناء في الريف من السياسات في كاتالونيا.

وكان أول منزل من تصميم الزوجين التشيليين موريسيو بيزو وصوفيا فون إلريششوسن، وكان له ظهور مميز في معرض رويال أكاديمي لعام2014، وهو برج من الأسمنت يتسع في أعلاه، وحيث يواجه إطلالات مذهلة ومناخ رائع، تصميمه يوحي بأن الانفتاح هو أهم شيء، عندما تصل إلى الأعلى تجد فناء مربع في السماء، مع حمام سباحة في المركز وتقع الغرف في الطبقة الخارجية بكل الاتجاهات، ومن هذا المكان يمكنك أخيرا الحصول على إطلالة.

أما البناء الثاني، فهو بناء دائري صممه مكتب معماري في بروكسل يمتلكه كيرستن جيرس ديفيد وفان سيفيرن، الذين حصلوا منذ إنشائه في عام 2002، على التقديرلعملهم في البناء والإشراف، وأرادوا أن يجعلوا منزلهم المنفرد "أقل شبها بالمنازل قدر الإمكان" من أجل "فتح المجال للتواصل مع المناظر الطبيعية"، وأن يكون المنزل "مختفيا بطريقة ما"، وهذا لا يعني بالنسبة لهم "التمويه"، ولا صنع شيء خشبي يبدو كأن العفاريت جمعته - إذ لا يمكنك تفويت أن المبنى هناك - ولكن هناك محاولة "ليتواءم" مع الطبيعة.

يستخدم المصممون المواد المرتبطة بعصر الآلة - الزجاج والصلب والخرسانة - جنبا إلى جنب مع المزيد من النسيج الشفاف: الستائر والشاشات التي تقوم بتصفية الضوء، مع أجزاء من الرخام، والفولاذ المقاوم للصدأ التي تنقل انعكاسات الضوء مثل مرآة أرض المعارض، وهي تعتمد على سحر عصري غالبا ما تجاهله المصمون من قبل، ولكن كان يمارس، على سبيل المثال، بداخل المنازل وأجنحة المعارض التي عرض بها ميس ومصمم النسيج ليلي رايش في أواخر 1920 وأوائل الثلاثينيات.

ليست بنايات العطلات التي بنيت في الطبيعة دائما إضافة جيدة، ولكن حتى الآن مشروع منازل منفردة يقدم إضافة إلى الطبيعة المحيطة بدلا من الانتقاص منها. هم هناك ولكنهم لا يهيمنون، ويحدث أيضا فخ عند بناء المباني لتطبيق فكرة مشروع، إذ يحدث ميل إلى تفضيل الظهور على جعل المكان مناسب للمعيشة، ولكن نجح المشروع في تجنب هذا الفخ أيضا، فيقول جيرز: "فقط تستطيع بناء حياتك، بطبيعة الحال لن تُحل أزمات الإسكان من خلال المشروع، ولكن في المهمة التي وضعتها لنفسها، لخلق بنية جيدة بقدر الإمكان، يمكنك النجاح".