معرض "ميزون أي اوبجيه"

يعد معرض "ميزون أي اوبجيه"، أحد أهم المعارض الدولية للأثاث والتصميم المنزلي، حيث يشمل المعرض جميع مستلزمات المنزل سواء كانت أرضيات أو حمامات أو اقمشة وأدوات المائدة والعطور وعالم خاص بالأطفال، وتناسب كلّ هذه المنتجات أذواق الأسواق العالميّة المختلفة، وتتميّز بجودتها العالية ورقيّها وعصريّتها.

وفي دورته، التي أقيمت في الفترة ما بين 20 حتى 24 يناير/كانون الثاني، من هذا العام في العاصمة باريس، استضاف المعرض أعمال المصمم المعماري الفرنسي العالمي "نويه ديشوفور لورانس"، والتي عرضها في بوتيك "سانت لويس"، وهو أقدم مُصنع لمنتجات الكريستال في فرنسا. 

وتنوعت أعمال "نويه" ما بين تصميمات الكريستال الرائعة وقطع الأثاث المنزلي العصرية؛ بيد أنه معروف بأعماله النحتية الفريدة، بل كتشف تصميماته عن مخزون إبداعي هائل وقدرة فائقة على الابتكار. وأعماله مشبعة بالحيوية ودائمًا ما تشي بلمسات سحرية أنيقة ومشحونة بخيالات خصبة غير مألوفة.

كان عام 2002، عامًا حاسمًا في مسيرة "نويه"، فقد شغل آنذاك منصب المدير الفني لمطعم "سكتش" بحي سوهوفي في لندن، وفي هذا المطعم قدم صياغاته المتفردة، من خلال تصميم الديكور الذي زخر بجماليات غير مسبوقة في مجال الزخرفة الداخلية، فكان هذا العمل جواز سفر الى عالم الكبار، ومنذ ذلك الوقت، لفتت أعماله أنظار العديد من المؤسسات والماركات الفرنسية العالمية المعروفة مثل مجموعة "سيكوتي كوليزيوني"، و"هيرميس"، ودار المفروشات الشهيرة "لين روزيه"، وماركة "برنار" العالمية.

ميزت محطات كثيرة أعمال "نويه"، وخطه الزخرفي الذي حمل تحولاً كبيرًا في فن الصياغة والديكور وأحدث تحولاً في الرؤية والأسلوب والمعالجات الهندسية والزخرفية، فكان من بين تلك المحطات المضيئة صياغته لمشروع مطعم "سندرنس" الذي نفذه عام 2005، لاعباً في تصاميمه على ورقة التناقض بين المواد مثل ألواح الخشب المحفور والطاولات المضيئة والمرايا، مما منح الديكور جوا مثيرا ومعاصرا.

ولا تعتبر سينوغرافيا "سانت لويس" الساحرة مجرد ثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم الصور التي نشرها البوتيك الفرنسي على موقع "انستغرام" والتي حظيت بردود فعل هائلة، لكنها بشكل ما أو بآخر انعكاسًا لمنزل الغابة الذي عرضه البوتيك في أحد وديان حديقة فوسجس الشمالية، والتي تقع في شمال شرق فرنسا. لقد مهد هذا البوتيك الطريق لمجموعة رائعة من قطع الأثاث المصنوعة من الكريستال ورماد الخشب، والتي كشف عنها "نويه" النقاب مؤخرًا.

مجموعة "نويه" الجديدة عبارة عن رحلة استكشافية داخل البيت، لاحت خلاها التصاميم الباهرة حتى الدور الثاني، حيث توهجت إضاءة الكريستال وكشفت عن أنماط فريدة عبر جدران وأرضيات الغرفة المظلمة، وقد تم تكثيف تأثير الهالة الرائع للكريستال في غرفة داخلية، وهي في الأساس عبارة عن مكعب معكوس، وتنتهي المجموعة بغرفة مضيئة، تراصفت على أرضها كؤوس من الكريستال المُتوهج.

ويصف "نويه" عنصر الإلهام الذي ساعده في تصميم تلك المجموعة قائلاً: "ذهبت في 150 اتجاه، لكني في نهاية المطاف احتفظت بالشكل الطبيعي لورقة الشجر"، وقد حصل "ديشوفور-لورانس"، على لقب أفضل مصمم للديكور والديزاين، عام 2007، وذلك في إطار معرض "ميزون أي اوبجيه"، الذي يقام في باريس، مرتين كل عام، وقد نفذ في العام نفسه تصميم الديكور الداخلي لمشروع "مايا بيي" في موناكو، إلى جانب مشاريع أخرى عديدة أضافت إلى رصيد المصمم العديد من الأسماء لمؤسسات وشركات جديدة.