مسلسل "الداعية"

مع مرور 4 أعوام على ثورة 30 يونيو والتي انتهت بخروج حكم الإخوان من مصر، قدمت الدراما التلفزيونية العديد من الأعمال المهمة التي ركّزت على هذه الفترة العصيبة التي مرّت بها مصر، لذلك كان لنا السؤال: هل نجحت هذه الأعمال في تناول هذه الأحداث؟

في البداية، تحدّث الكاتب مدحت العدل قائلا إنه قدم مسلسل "الداعية" للفنان هاني سلامة، موضحا أن العمل بدأ تصويره أثناء حكم الإخوان وكانوا اعترضوا عليه ولكن رغم ذلك قرر الاستمرار في كتابته، وقررت شركة العدل تصويره، وكان متأكدا أن العمل سيعرض وتم عرضه بالفعل ونجح نجاحا كبيرا وناقش فكرة الوسطية في الإسلام بأسلوب عصري، وكان عنوانا صادقا على الفكر المتخلف الذي اتصف به الإخوان أثناء حكمهم لمصر.

أما الناقد محمد مبارك فأوضح أن هناك أعمالا مهمة قدمها التلفزيون المصري في هذا الشأن منها "الداعية"، و"الإكسلانس" للنجم أحمد عز الذي ألقى الضوء على عشق الإخوان للحكم ورغبتهم في قيامهم بالدخول في المجتمع والسيطرة على رجال الأعمال بشكل مرعب حتى ولو أدى ذلك إلى قيامهم بعدد من الجرائم، وهذا العمل قدم نموذجا وطنيا لرجال الأعمال الذين رفضوا بيع ضمائرهم والتخلي عن مبادئهم.

أما الكاتب مجدي صابر فأوضح أنه كتب "سلسال الدم" الجزء الرابع، وألقى الضوء على هذه الحقبة وما خلفته من آثار سلبية على مصر خاصة مع خروج المجرمين والقتله من داخل السجون، وأدى ذلك إلى اضطراب في المجتمع المصري، ولكن استطاع الشعب المصري التماسك بشكل كبير في مواجهة هذا الطوفان الإخواني ووضع الشعب يده في يد قواته المسلحة من أجل التخلص من هذا الحكم ونجح في ذلك، مشيرا إلى أنه يتمنى تقديم عمل ضخم يقدم خلاله ملحمة قومية عربية تلقي الضوء على هذه الفترة.

أما الفنان أحمد عزمي فأوضح أنّ الكاتب الكبير وحيد حامد هو الكاتب الأول في مصر الذي تنبّه لهذا الخطر الكبير منذ عشرات السنين بعد أن قدم مسلسل "العائلة" عام 1994 وألقى الضوء على طمع الإخوان في كل شيء والسيطرة على الشعب وحبهم للقتل، موضحا أن مجهودات الكاتب الكبير كللها بمسلسل "الجماعة" الذي كشف فيه العديد من الحقائق المهمة عن حب الإخوان للسلطة مهما كلف الأمر من دماء.​​