مسلسل "عاشور العاشر"

يواصل مسلسل "عاشور العاشر" في جزئه الثاني، الذي يبث على قناة "الشروق تي في" الجزائرية  استقطاب ملايين المشاهدين الجزائريين لأسباب عدة، أبرزها الرسائل السياسية والاجتماعية التي وظفها المخرج الجزائري جعفر قاسم، والتي تعكس الواقع المعيش في العالم العربي وتحديدا في الجزائر.

وتمكن الطاقم الفني والتقني اللذان أشرفا على الإنتاج الذي استطاع ملء الفراغ الذي تعانيه شاشات التلفزيون الجزائري بسبب غياب أعمال درامية وكوميدية حقيقية، من تقديم رسائل سياسية بالدرجة الأولى للمشاهد الجزائري في قالب هزلي.

وتجرى معظم أحداثه المتخيلة في مملكة السلطان "عاشور العاشر" يقوم بدور البطولة الفنان الجزائري الكبير صالح أوقروت، ويسلط هذا المسلسل الكوميدي الضوء على نظام الحكم في العالم العربي وبالجزائر تحديدا وبطريقة غير مباشرة، في حلقات متصلة تروي تسلط الحاكم وتطور الأحداث داخل مملكته "العاشورية"، ويروج لنظرية المؤامرة الخارجي التي تقدمها الأنظمة الحاكمة لتبرير وجود أي احتقان شعبي احتجاج على تدهور الأوضاع الاجتماعي.

ويروي هذا المسلسل الكوميدي قصة ثورة اندلعت شراراتها عقب تحرش إحدى الشباب في سوق، وخلصت هذه الواقعة بعصيان مدني حظي بدعم كبير من طرف الجهات التي توظف حقوق الإنسان والديمقراطية لخدمة أغراض سياسية مجهولة.

وحقق هذا المسلسل الكوميدي الذي شرع في بث عام 2015، قفزة نوعية في تطور الدراما الكوميدية الجزائرية التي عانت لسنوات طويلة من ركود تام، واضطر المشاهد الجزائري للبحث عن برامج فنية تلبي رغباته عبر القنوات العربية، وتحلى الطاقم الفني والتقني في إعداده بنوع من الحرية والجرأة حيث يعتبر أول برنامج يوجه انتقادات للمجتمع والحاكم وحاشيته بطريقة هزيلة ممتعة.

وبقي مسلسل "عاشور العاشر" في طليعة البرامج الأكثر مشاهدة من قبل الجزائريين خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وتصدرت بذلك القناة ترتيب القنوات الأكثر مشاهدة من الجزائريين حسب سبر آراء أجراه معهد "آم آم آر" المتخصص في قياس توجهات جمهور وسائل الإعلام في اليوم الثاني عشر من رمضان.

وحصدت قناة الشروق العامة ما نسبته 40 في المئة من نسب المشاهدة متقدمة على قناة النهار التي جاءت ثانيا بنسبة 14 في المئة، متبوعة بقناة "الجزائرية وان" بنسبة 9 في المئة، ثم قناة نسمة بنسبة 6 في المئة، "سميرة تي في" 5 في المئة، الجزائرية الثالثة و"إم بي سي" بنسبة 3 في المئة لكل منهما.

ويتزامن عرض هذا المسلسل الكوميدي مع برنامج آخر يحمل عنوان "ناس السطح" الذي يسلط الضوء على طريقة تسيير شخصيات عمومية كبيرة من بينهم وزراء ومسؤولون كبار في الدولة الجزائرية لبعض الملفات بطريقة ساخرة وأسلوب نقدي لاذع.