تحية كاريوكا

تحية كاريوكا الراقصة المصرية الشهيرة التي أبهرت الجميع بفنها في فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وهناك الكثير من المعلومات التي لا يعرفها جمهورها عنها، تلك السيدة التي تتميز بروح المغامرة ولا يمكن حصر مغامرتها في هروبها من المنزل وهي في سن صغيرة وذهابها لممارسة هوايتها وعشق حياتها الرقص، لكن لها مغامرات فنية وسياسية عاشتها الراحلة بكل تفاصيلها.

وفي تقريرنا التالي سنرصد مجموعة من المعلومات المثيرة عن الفنانة الراحلة تحية كاريوكا:فاسمها الحقيقي بدوية محد علي النيداني وقد ولدت في 22 فبراير/شباط 1915 في محافظة الإسماعيلية، لأبوها الذي تزوج سبع مرات وأمها اسمها فاطمة الزهراء، التي أصرت على تسميتها بدوية.

وتحية كاريوكا تعلمت اللغات الأجنبية في هيئة قناة السويس التي أدارتها الإدارة الفرنسية حينها، ولكن تعرضت للإهمال بعدما مات أبوها، ولم يحنو عليها سوى أخوها مرسي الذي اصطحبها مع بناته إلى مدارس السبع بنات وقام بتعليمها. وكانت عاشقة للرقص منذ زفاف ابن عمها الذي شاهدت فيه الراقصة سعاد محاسن، وعادت لترقص أمام المرآة فشاهدها أخوها أحمد وضربها وعلقها في وتد فوق سطح المنزل بجوار الخروف، وقدم لها الطعام والشراب وقتها لكنها رفضته ولكن ابن شقيقها الآخر هربها من المنزل.

واستقلت القطار بعدما هربت من المنزل وذهبت إلى القاهرة وقابلت الراقصة سعاد محاسن وكان عمرها خمسة عشر عامًا حينها، وعاشت عندها وبدأت في الرقص وذهبت إلى بديعة مصابني صاحبة الكازينو الشهير. وأثناء الرقص لفتت نظر المتفجرين وطلبوا أن ترقص بمفردها وبالفعل رقصت في أحد الافلام الأميركية رقصة الكاريوكا، ومنذ حينها أصبح اسمها تحية كاريوكا بدل بدوية محمد.

وتزوجت 14 مرة لكنها لم تنجب على الإطلاق من انطوان عيسى ابن شقيقة الراقصة بديعة مصابني، ثم من شاب ثري يدعى محمد سلطان ثم من ضابط أميركي يهودي اسمه ليفي وأشهر إسلامه فيما بعد، وتزوجت من فطين عبد الوهاب وانفصلت عنه ثم تزوجت من المخرج أحمد سالم، ولكنها انفصلت عنه بعد انتشار إشاعات علاقته بأسمهان، في حين كان الزواج السادس من نصيب الطيار الخاص للملك فاروق، حسين عاطف، لكنها اعترفت أن أفضل زيجة في حياتها كانت من الفنان رشدي أباظة، التي قالت عنه: "عشت معاه 3 سنين ونص في الجنة"، لكن الخيانة كانت سبب طلاقهما فيما بعد، ثم تزوجت من أحد ضباط الملك فاروق، وهو المقدم مصطفى كمال صدقى، وانفصلا بسبب اعتقاله في ثورة 1952، كذلك تزوجت من الكاتب المسرحى فايز حلاوة، وهو الزواج الأطول عمرًا حيث استمر لمدة 18 سنة وبعدها انفصلا، لتنهي حياتها مع المخرج حسن عبد السلام، الذي كان الحب الأخير.
   

اعتقلها جمال عبد الناصر مرتين، الأولى مع زوجها الضابط، مصطفى كمال صدقي، بتهمة قلب نظام الحكم، وأمضت في السجن ما يقرب 101 يومًا، والثانية عندما انتقدت حكمه بعد الثورة وشبهته بالملك فاروق، وكان من أشهر جملها داخل  المعتقل: "ذهب فاروق، وجاء الفواريق"، كما اعتقلها الرئيس الراحل أنور السادات، رغم أنها أخفته حينما كان ضابطًا هاربًا في منزل أخيها، ولها مع الرئيس الأسبق مبارك حكاية شهيرة، حينما دعاها إلى حفل لتكريم الفنانين، وكانت حينها قعيدة على كرسي متحرك، فذهب إليها الرئيس الأسبق بصحبة صفوت الشريف وآخرين، وبمجرد اقترابه منها انفجرت في وجهه قائلة: “ياريس في ناس بتنام من غير عشاء”، ليشرح لها الأخير آثار الزيادة السكانية وما إلى ذلك، فتبادره: “أنا مفهمش في كلامك التخين ده، ما تبيتش حد من غير عشا ياريس، خد من كل مسلسل بيتعمل 1000 ولا 2000 جنيه وامنح الفقراء”، وذلك وفق رواية الموسيقار هاني شنودة في لقاء إذاعي مع الإعلامي إبراهيم عيسى.