هند رستم

لم تكن هند رستم مجرد فنانة شهيرة تألق نجمها في سماء الشهرة والمجد فقط بل كانت تتمتع ايضا بقدر عال من الإنسانية والشهامة والجدعنة، وفي ذكري رحيلها السادسة نكشف عن احد هذه المواقف التي انتشرت في الوسط الفني.

لم تكن قد تعاونت معه الا في فيلم (ابن حميدو) الذي كان من أهم خطواتها في عالم الشهرة ولكن حين اخبرتها الفنانة ماري منيب بما حدث للفنان عبد الفتاح القصري حينما سقط علي الأرض مغشيا عليه ونقله الجيران الي مستشفى حكومي لعدم استطاعته الانفاق علي العلاج في مكان اخر لم يرق هذا الحال للفنانة هند رستم وقررت نقله الي (مبرة محمد علي) مما جعلها تقرر القيام بحملة تبرعات من الفنانين، وبالفعل كان اول هؤلاء المتبرعين الفنان السوري فريد الاطرش والذي سألها آنذاك هل اتصلت بعبد الحليم حافظ فأجابت لا، مضيفة: لم اقابله من قبل حتى أني رفضت العمل معه في فيلم (ابي فوق الشجرة) عندما رشحني له الكاتب احسان عبد القدوس، موضحة "لقد رفضت الفيلم لكثرة مشاهد القبلات والحب به ما يخدش حياء وحفيظة ابنتي (بسنت) التي أصبحت تعي كل شئ).

فطن "الاطرش" لطبيعة الخلاف الذي كان بين حليم وهند رستم والذي كان منتشرا بين اورقة الوسط الفني آنذاك فأراد ان يضع حدا له وينهيه بطريقة ترضي الطرفين فاقترح علي (هند) الذهاب سويا إلى منزل (حليم) بالزمالك حتي يعرضوا عليه مشكلة مرض (القصري) وبالفعل ذهبا سويا اليه واستقبلهما بحفاوة بالغة ومرحبا بالتبرع دون تردد، وسال عن قيمة المبلغ الذي دفعه الاطرش فعرف انه 250 جنيها فقال سادفع مثله، واكتمل مبلغ العلاج بفضل التحرك السريع للفنانة هند رستم وانتقل (القصري) الي المبرة ونال اهتماما ورعاية طبية بالغة انعكست علي حالته الصحية والمعنوية.

وبذلك اعتبر مرض (القصري) هو الوسيط الذي جمع بين هند رستم والعندليب الأسمر وذاب الجليد بينهما ووضع حدا للشائعات التي طالت علاقتهم