فيلم "البر التاني"

شهد العرض الأول لفيلم "البر التاني"، والذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي، حالة من الشد والجذب، وانتهي بالهجوم على بطل الفيلم الفنان الشاب محمد علي، الذي يقدم بطولته المطلقة الأولى، من خلال الفيلم بجانب توليه الإنتاج.

وجاء الهجوم عليه لعدة أسباب، يأتي على رأسها قيامه بإحضار عدد كبير من البودي غاردات والتي قامت بالاعتداء على عدد من الصحافيين أثناء دخولهم عرض الفيلم، هذا بجانب اتفاقه مع عدد من المصورين التركيز معه على السجادة الحمراء للفت الانتباه إليه، وقام الفنان محمد علي باعتباره منتج الفيلم بتكثيف الدعاية داخل الأوبرا، ونشر الأفيش الذي يتصدره في كل مكان داخل الأوبرا.

وعقب عرض الفيلم، أقيمت الندوة بحضور مخرج الفيلم علي إدريس، والمؤلفة زينب عزيز، وأبطال الفيلم عفاف شعيب، وعبدالعزيز مخيون، وعمرو القاضي، وإيمان رجائي، ومحمد مهران، ومدير التصوير أحمد عبدالعزيز، وأكدت المؤلفة زينب عزيز أنها بدأت العمل على سيناريو البر الثاني منذ عام 2009، حينما بدأت حوادث الهجرة غير الشرعية، وغرق الشباب تنتشر وأنها قامت بزيارة قرية في محافظة الدقهلية انتشرت بها هذه الحوادث، وتحدثت مع الشباب الذين نجوا من الغرق، عن بعض التفاصيل الحقيقية التي استفادت بها في الفيلم.

أما المخرج علي إدريس فقال "كنا نعمل على هذا الفيلم وحضر له دون نعلم، إذا كان سيخرج للنور أم لا إلى أن عرض على المنتج محمد علي أن يقوم بإنتاجه، فنصحته أن يتروى لأن تكلفة الإنتاج كبيرة خاصة أن معظم الأحداث يتم في البحر، ويتطلب تقنيات عالية، وهذا الأمر مكلف وأمام حماسه وافقت وطلب مني وقتها أن يشارك في الفيلم كممثل، فوافقت خاصة أنني أرغب أن يكون أبطال الفيلم من الشباب".

وأشار إدريس إلى أن الفيلم تم تصوير جزء كبير منه على شواطئ إسبانيا، وبالتحديد مدينة برشلونة، مؤكدًا أن تكلفة الفيلم تعدت 25 مليون جنية بمعدل مليون يورو. أما الفنان محمد علي فأكد أن شارك في عمل فني منها فيلم "المعدية"، ومسلسل شارع عبد العزيز، وهذه الأعمال هي التي شجعت المخرج علي إدريس لاختياره بطل للفيلم.

ولفت علي إلى أن الفيلم توقف أكثر من مرة لعدة أسباب، أهمها صعوبة استخراج تصاريح التصوير في البحر من جانب الأمن كذلك تأشيرات السفر لفريق العمل في إسبانيا. ورد محمد علي على الهجوم عليه وتفرده بافيش الفيلم قائلًا "أردنا أن نستفز الجمهور خاصة أنهم اعتادوا أن يكون بطل أي فيلم يكون معروف". أما الفنان عبدالعزيز مخيون فطالب بضرورة دعم الدولة لهذا الفيلم خاصة أنه يعالج قضية هامة يضيع فيها مئات الشباب.

ورد المخرج علي إدريس على سؤال من صحفية إيطالية بشأن إظهار أحد أفراد غفر السواحل الإيطالية على أنه رجل مرتشي، قائلًا "كل بلد فيها النماذج الإيجابية والسلبية، ونحن لم نقصد الإساءة لأي إيطالي ومثلما يوجد الفاسدين في مصر يوجد أيضا فاسدين في إيطاليا".

كانت وزيرة الهجرة المصرية حضرت العرض وقالت في كلمة قبل بدايته، أنها سعيدة بوجود فيلم يناقش ظاهرة خطيرة وواقع أليم مثل الهجرة غير الشرعية، واضطررت لظروف ارتباطها بواجب عزاء أن تغادر قبل نهاية عرض الفيلم.