الفنانة زبيدة ثروت

توفيت الفنانة زبيدة ثروت، عن عمر يناهز 76 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. وتعتبر الفنانة واحدة من أيقونات الجمال في تاريخ السينما، ولقبت بملكة الرومانسية. وعلى الرغم من ابتعادها عن الأضواء منذ اعتزالها الفن في أواخر السبعينات إلا أن أعمالها ظلت عالقة وراسخه في أذهان عشاقها، واستمرت أفلامها أعوام طويلة في الوقت الذي لم يتجاوز عمرها الفني  20 عامًا، وحاولت خلالهم أن تخرج عن إطار أفلام البنت الرقيقة الحالمة المكسورة، التي حصرتها فيها ملامحها وجمالها الأوروبي.

وبدأت زبيدة ثروت في عام 1956، بأدوار صغيرة في أفلام "دليلة، وحكاية الـ3 بنات"، قبل أن تحصل على أول بطولة مطلقة لها في فيلم "الملاك الصغير"، مع يحيى شاهين، عام 1957، وفي عام 1958 قدمت فيلم "بنت 17"، وفي عام 1959، عرضت "عاشت للحب، وشمس لا تغيب"، وفي عام 1960 اشتركت في فيلم "أني اتهم" مع محسن سرحان، ويعتبر عام 1961 هو عام الحظ بالنسبة لها، لأنها قدمت ثلاثة أفلام مهمة، هي "يوم من عمري" الذي توجها على عرض الرومانسية، والذي قدمته مع عبدالحليم حافظ، ومثلت في فيلم "في بيتنا رجل "مع عمر الشريف ايضًا، واشتركت في فيلم "نصف عذراء"، ثم توقفت لمدة 7 أعوام، بسبب زواجها من المنتج صبحي فرحات، وعادت عام 1969 واستمرت في تقديم أفلام الحب والرومانسية، منها "الحب الضائع، والأحضان الدافئة، وزهرة البنفسج، وشمس وضباب، والحب الحرام".

وقسم النقاد حياة الفنانة زبيدة ثروت الفنية، لثلاث مراحل، وأكد الناقد محمود قاسم، أن بداية الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، تتشابه لحد كبير مع الفنانة لبنى عبدالعزيز، خاصة أنهما بدأ في نفس الوقت وكليهما تزوج من منتج، وأضاف "رحلة زبيدة ثروت مع الفن تتضمن عدة محطات الأولى كانت مع أدوار البنت ذات الوجه الملائكي، مثل أفلام بنت 17 التي ناقشت خلاله قضية مهمه جدًا، وهي الانتقال من فترة المراهقة للشباب ايضًا، وهناك فيلم شمس لا تغيب، والملاك الصغير، وعاشت للحب، المأخوذ عن رواية "شجرة اللبلاب"، ثم تأتي مرحلة أفلام "في بيتنا رجل، ويوم من عمري"، أما المرحلة الثالثة والأخيرة، التي حاولت خلالها أن تخرج من إطار أدوار البنت الجميلة، وناقشت في فيلم الأحضان الدافئة، مشاكل المرأة المطلقة، وشاركها البطولة سمير صبري أيضًا مشاكل الخيانة، قدمتها مع سعاد حسني، ورشدي أباظة في الحب الضائع، وأفلام كوميدية التي قدمتها مع حسن يوسف، وأحمد رمزي، مثل "أنا وزوجتي والسكرتيرة"، وأنهت حياتها الفنية بفيلم سوري وهو "الحب الحرام"، واستحقت أن تحصل على لقب "بسكوتة السينما".

وترى الناقدة ماجدة موريس أن ملامح زبيدة ثروت المميزة دفع المخرجين لحصرها في أدوار البنت الرومانسية، ومن ناحية أخرى، هي لم تحاول البحث عن أدوار تغير بها من نفسها، واختارت الاهتمام بأسرتها وهذ لا يمنع أن أفلامها خلدت اسمها بين نجمات السينما المصرية، وحصلت على لقب أجمل عيون وملكة الرومانسية، وربما هي فضلت ذلك ومشوارها الفني القصير، وحب الناس لها على الرغم من اعتزالها منذ أعوام طويلة، ولم يأت من فراغ ومشوار زبيدة ثروت القصير، يذكرني بمشوار المطربة أسمهان التي رحلت في سن صغير وبالرغم من ذلك أغانيها باقية.