صناعة الاقفاص متواجدة في مدينة رفراف

اشتهرت منطقة رفراف التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس، بصناعة الأقفاص، فزائر المدينة في أي فصل تلفت انتباهه الأقفاص المعروضة أمام الدكاكين وعلى حافتي الطريق المؤدية إلى البحر فتشده وتسحره بجمالها وبما أودع فيها صانعوها من لمسات إبداعية خلاقة تحضه على الوقوف للتأمل والتمتع أو للشراء حتى وإن كان غير مغرم بتربية العصافير، ويدفعه في أقل الحالات إلى الثناء على الذين صنعوها فأتقنوا وزينوها فأبدعوا.

وقال العم بشير حمادة، أحد حرفي تلك المنطقة، إنه تتلمذ في مدينة سيدي بوسعيد المهد الأصلي لتلك الصناعة التقليدية، وهي من التراث الأندلسي تداولتها أجيال وأجيال، مضيفًا "لقد تعلمت هذه المهنة منذ نحو 30 عامًا، ولم انقطع عنها ولو لمدة قصيرة رغم أن دخلها المادي ليس بالشيء الكثير ولا بالوقت الطويل فازدهار هذه التجارة موسمي لا سيما في فصل الصيف، بينما يخصص فصل الخريف والشتاء لتحضير وتكديس السلع بغاية تحضيرها للوكلاء التجاريين لعرضها في المعارض الدولية خارج أرض الوطن، فأقفاص رفراف  غزت الأسواق الأوروبية وأميركا وكندا، والآن تغزو الأسواق الخليجية والعربية وغطت أروقة المعارض في جميع أنحاء العالم".

وتابع حمادة: "ورغم أن تلك الصناعة وبالأحرى هذا الفن يتطلب الصبر والتركيز الكثير لأن مدة إنجاز الأقفاص تدوم بين اليوم بالنسبة للأقفاص الصغيرة وتصل إلى الأسبوع أو أكثر عند صناعة قفص كبير، أما عن تكلفتها المادية فتتراوح بين 3 دنانير إلى 250 دينارًا".

أكد العم بشير، أنه أصر منذ أعوام هو ومجموعة صغيرة من أهالي المدينة على أن تظل تلك الصناعة متواجدة في مدينة رفراف وسيسعون جاهدين بأن لا تنقرض لأجل ذلك أغرم بها أبنائه، وعن مراحل صناعة الأقفاص، أوضح أن صناعة هذه التحف التقليدية تمر بـ10 مراحل رئيسية، تبدأ بقص اللوح لتنتهي بطلائها ثم تعرض للبيع للسياح لاستغلالها للزينة أو لأبناء البلد من التونسيين للزينة أيضًا ولتربية العصافير لأنهم يصنعون نوعين من الأقفاص، فيوجد المخصصة للزينة والأخرى المخصصة لتربية العصافير.

وأضاف حمادة، "تشهد هذه الصناعة إقبالًا كبيرًا من قبل أبناء الجالية التونسية في الخارج"، أما عن الأسعار فأكد أنها مرتبطة بأسعار المواد الأولية فهي التي تتحكم في الأسعار، فهناك أقفاص بـ5د و8د و12 وتصل إلى حدود 45دينارًا، وهناك أقفاص كبيرة الحجم يتراوح سعرها بين 150د و500 دينار، متابعًا أن الحركية التجارية مرتبطة أساسًا بالحركة السياحية التي تشهدها المدينة خاصة في فصل الصيف، وقد تحسنت الحركة هذا العام مقارنة بالعام الفارط.

وككل مهنة تعترض الحرفين بعض الصعوبات لخصها العم بشير في النقص الحاصل في المواد الأولية والصعوبة التي يعرفها البعض في التنقل لتوفير هذه المواد، لا سيما من مدينة منزل بورقيبة، كما أنهم يعانون من نقص واضح في الأسواق خاصة خلال فصل الشتاء والخريف، لذلك يضطرون إلى تحضير كميات إضافية من الأقفاص لفصل الصيف والربيع وهذا يتطلب منهم توفير رصيد مالي إضافي ..