الصابون النابلسي

أسس الحاج معاذ النابلسي (75 عامًا) "مصبنة البدر" في سوق البلدة القديمة في مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، التي إذا قُدر لك أن تزورها؛ فإنك سترى آلات مركونة إلى جدران المصبنة، لكنها ليست معطلة، فقد استبدلها النابلسي بآلات حديثة سريعة الإنتاج، واحتفظ بالآلات القديمة ليحافظ على تراث آبائه وأجداده.

ولكن الآلات الجديدة لا تعمل بشكل يومي، بسبب حالة الركود التي يعاني منها سوق الصابون النابلسي، والتي أدت إلى إغلاق عشرات المصابن. ورغم حالة الركود الذي يعاني منها سوق الصابون النابلسي؛ فإن مصبنة البدر مستمرة في إنتاج الصابون النابلسي وفق المعايير والمقاييس الأصلية، بعيدًا عن أي بدائل استحدثها العلم، أو فرضها الوضع الاقتصادي، بحسب مديرها شامخ النابلسي (41 عامًا).

وأضاف "من بين 40 مصبنة في نابلس؛ نحن المصبنة الوحيدة التي ما زالت تنتج الصابون من زيت الزيتون البلدي الخالص، في حين تنتج باقي المصابن الصابون من زيوت نباتية، أو زيت زيتون مستورد".

ويستدل المشاهد لبناء المصبنة؛ على قدمه وعراقته، ودقة تصميمه من الناحية المعمارية، وبحسب شامخ النابلسي؛ فإن هناك ثلاثة أقسام رئيسة تتم فيها عملية الإنتاج بالكامل؛ الأول آبار تخزين زيت الزيتون، وهي تحتل الطبقة الأرضية الأولى، وعددها أربعة آبار، متوسط سعتها ستة أطنان من الزيت، تصل أحيانا في بعض المصابن إلى 30 طنًا.

 وتابع: "أما الثاني؛ فيحتوي على طبقة أرضية علوية بسقف مرتفع، كي يمتص الحرارة الناتجة عن عملية طبخ الصابون. وأما الثالث، وهو ما يسمى بـ"المفرش"؛ فهو يحتل الطبقة الثانية من البناء، ومزود بالشبابيك في جميع الاتجاهات؛ لتسهيل عملية تجفيف الصابون بعد طبخه".

 وأضاف شامخ أن عملية صناعة الصابون تمر بمراحل دقيقة، تبدأ بجلب المادة القلوية (هيدروكسيد الصوديوم)، ووضعها في الشيد والماء، وتركها لحين جفافها مجددا لاستخلاص المادة الفعالة منها، لافتا إلى أنهم قديما كانوا يأتون بتلك المادة من جبال البلقاء في الأردن على شكل جذور نباتية، يتم طحنها كي تصبح ناعمة كالبودرة، ومن ثم يتم استعمالها.