أزياء "دولتشي آند غابانا"

مع قرب نهاية رحيل 2016 فاجأ بيت أزياء "دولتشي آند غابانا" عشاقه حول العالم بخطوة لم يقدم عليها سابقًا، وهي تقديم عرضه الأول في هونغ كونغ ـ يعتبر أول عرض له خارج إيطالياـ والذي حضره 240 ضيفًا من صفوة عالم الموضة.

وقد أخذ المبدعان الإيطاليان (دولتشي وغابانا) إلهامهما من الروح الإمبراطورية لليابان، كما قال ستيفانو دومينيكو، الليلة التي سبقت العرض في حديثه إلى مجموعة من الصحافيين الأوروبيين الذين نقلوا جوًا على نفقة العلامة التجارية، بينما كانوا يقفون في الظلام على شرفة جناح السقيفة التي أصبحت مقرًا دولتشي، ويطل على واحد من أكثر الموانئ ازدحامًا في العالم. مع أفقها الخشنة من الأضواء الساطعة والتلال المذهلة في هونغ كونغ، ومهما كانت التقلبات الحالية للاقتصاد الأوروبي، لا يزال يشعر وكأنه المدخل إلى آسيا.

وظهرت العارضات ذات الشفاه باللون القرمزي، في عيون مبروزة بدقة مع بطانة سوداء، وارتدت فساتين كوكتيل المرصعة باللؤلؤ، من الدانتيل الذهب، إلى جانب التنانير الحريرية المطبوعة، وبالنسبة إلى المراجع الآسيوية في هذا المعرض من الملابس والدعائم، بالتأكيد كان هناك عدد قليل من الكتفين المذهبين، وقبعة الفراء على غرار المنغوليين، والإمبراطور الأخير، والنظارات السوداء. ولكن هناك طرز مستوحاة من الفن الصيني الساحر التي تشبه قليلًا البيجامات الساتان والجلابيب، والتنانير الذهبية المطرزة على غرار حورية البحر، وفساتين تول الحرير مع الورود الحريرية ووميض معاطف الفهد الكلاسيكية لدولتشي آند غابانا.

وعلى المنصة المفروشة بالسجاد الأحمر، والملابس النسائية التي اختلطت مع الرجالية، السترات المخملية المطرزة، والسترات البيضاء ذات الزر الواحد على الصدر مع التلابيب المنحنية، والبدلات الرسمية المطرزة بالذهب، وجميعها تم ارتدائها مع النعال المخملية المدهشة، ولم يكن هناك تكيف كبير للذوق الصيني، إذ قالوا أنهم يحبون الأشياء نفسها مع جميع عملائهم.

وهذا الجمع بين عرض الرجال والنساء، يطلق عليه اسم ألتا أرتيغاناليتا، ولكنه منفصلًا عن جمع ألتا مودا التي أظهرها الثنائي في نابولي في يوليو\تموز. كما أنها ليست ذوقًا واحدًا وستظهر في ميلانو في يناير\كانون الأول، وقد اختاروا هذا المكان، المتوج بنجفة وقاعات الفن ديكو في فندق شبه الجزيرة، والذي يعتبر واحدًا من أقدم وأروع الفنادق في هونغ كونغ، الذي احتفل للتو بعيد ميلاده الـ 88، ولمدة ساعة أو ساعتين، وتم تحويله إلى ركن من إيطاليا، مع السلالم المزينة بالورود، وصوت فيردي يصدح في الجوانب، وصور النهضة تغطي مؤقتًا الشعارات من العلامات التجارية للمجوهرات التي تبحر بضاعتهم.

وفي السنوات الخمس منذ أقاموا ألتا مودا، خلقت دولتشي آند غابانا الطريق تفصيلًا على نحو متزايد، أصبحت عروضهم مودا ألتا ثلاثة وأربعة أحداث يومية في منتجعات إيطاليا المبدعة (من البندقية الى صقلية وكابري إلى بورتوفينو)، وهي فرصة للنخبة الثرية لارتداء الملابس التي قد طلبتها من المنصة.

لماذا قرر دولتشي آند غابانا الظهور في هونغ كونغ؟ هذا ما جاوبا عليه الثنائي قائلين: "لأننا نحب المكان هنا، ونحب أن نعمل خارج المعايير المقبولة من صناعة الأزياء التي تجعل على نحو متزايد معنى".