مجوهرات "ديور" لعام 2017

هناك شيء ما غريب حيال مصممة المجوهرات فيكتوار دو كاستيلان، إذ أنها لا تنتمي لهذا العصر إلى حدٍ كبير، ربما لأنها تنحدر من عائلة أرستقراطية أو لأنها قضت أعوام نشأتها في حضور الحفلات الباريسية القديمة مع عمها، جيل دوفور، أو لأنها تشبه الراحل كريستيان ديور، مؤسس شركة "ديور"، نفسه في الرسوم الكاريكاتورية التي ترسمها من وحي خيالها لإحياء ذكراه على إطلاق أي مجوهرات جديدة تصممها، فمهما كان السبب، هناك جو سحري حولها يظهر في كل شيء تُصممه وتُبدع فيه.

وربما أيضًا بسبب ولعها ومصدر إلهامها بزخارف ترجع إلى عصور مضت من الأزياء المُزينة بالأشرطة والأزياء التي تتسم بطابع الخياطة الراقية، وهي أزياء مُخصصة لقياسات شخص معين وبما يتناسب مع جسمه، وعادة ما تكون مصنوعة من القماش عالي الجودة والخامات المكلفة ومخيط باهتمام بالغ وبالتفاصيل وعلى أيدي الخياطين الأكثر خبرة وقدرة، إلى ديكور قصر فرساي الفخم.

فقد استوحت فيكتوار مجموعة مجوهرات العام الماضي من فخامة قصر فرساي وديكوراته الداخلية، وقادتنا مجموعة مجوهرات هذا العام إلى خارج القصر، إذ أنها مستوحاة من حدائق القصر الخارجية، واستلهمت ألوان الأحجار الكريمة التي تتزين بها المجموعة من ألوان الأزهار والنباتات التي تتفتح في بساتين الحديقة، وبعض المجوهرات تتمثل في خليط من الألوان كالأقراط والخواتم الثنائية.

وتنعكس أشكال الأزهار والنباتات الهندسية على المجموعة، إذ تُعطي طبقات من الزمرد شكلًا مربعًا والتي تمثل طبقات النباتات المصفوفة بالحديقة على شكل مربعات ويتخللها أحجار الياقوت والمرجان والماس بألوان عدّة مع مزيد من الألوان والأشكال التي تكشف عن نفسها مع كل نظرة.

وتتضمن التصميمات التفاصيل الدقيقة من حدائق وبساتين وطرقات الحديقة المختلفة، وتظهر الأحواض والينابيع الخاصة بالحديقة كبرك عميقة من أحجار البارايبا التورمالينية البرازيلية والتي تتمتع ببريق رائع يتدرج ما بين الأزرق والبنفسجي بفضل حبيبات النحاس بداخله، والتي تغلب على مجموعة المجوهرات، وأيضًا أحجار الأوبال سوداء اللون، محاطة بإطار من أحجار كريمة أخرى ويتخللها الذهب مغطى بزهور ذات تقنية ثري دي.

ويتشكل الجزء السفلي من الخواتم الممزوجة بالألوان والأحجار الكريمة من الخرز الأمازونيتي المصقول أو من حجر العقيق الأبيض لتعطي لمحة عن أعماق المياه بالبرك مُزين بمجموعة من الماس الملون والزخارف الصدفية، وتظهر الصدف أيضًا على هيئة بلور صخري منحوت كإشارة لنافورة قصر فرساي، وأيضًا مادة البرنيق للطلاء والتي نراها نادرًا في هذه المجموعة كإشارة عن طلاء سور قصر فرساي المُطلي بالحديد المطاوع.

ولم نتفاجأ بهذه القطع الجوهرية من تصميم فيكتوار دو كاستيلان، لطالما اعتادت على إبهارنا بكل ما هو جديد، إذ يتسم عملها بخبرتها ومهاراتها وإبداعها الذي لا مثيل له، وقد تصدر العلامات التجارية الأخرى ضجة لمثل هذا الإنجاز التقني، ولكن ما تتميز به هذه العلامة التجارية هو الاهتمام بكل تفصيلة بحذافيرها والتي قد تكون مُغيبة عن العين كالكنوز الدفينة المخبأة داخل قصر فرساي والتي تكشف عن نفسها تدريجيًا.