الزواج

مثلها كأي زوجة تحلم بهذا اليوم، ذلك اليوم الذي لا طالما حلمت أن ترتدي فيه الفستان الأبيض، وبالفعل تم الزواج.

وبعد حفل الزفاف، جلست العروس بفستانها الأبيض على حافة سرير نومها، تدق رأسها الأفكار، إلا أن صوت همس زوجا في التليفون كسر هذا الصمت.

بعد أن أنهى الزوج مكالمته الهاتفية، دلف إلى الغرفة ممسكًا بيد زوجته التي انتفضت من فوق سريرها تخلع ثياب الفرح، وبدأ الزوج في التقرب منها، إلا أنه بدت على وجهه علامات الإعياء، والإرهاق، وتخفي وراءها أيضا قلق وريبة، حاولت طمأنته، وإضفاء نوع من البهجة والسرور لكن حدث ما لا يحمد عقباه.

فجأة وبشكل صادم وكأن غشاوة حلت على عينينها، اهتزت كل المرئيات أمام عينيها، وأصابتها حالة من الذعر عندما فوجئت بجرس باب الشقة الذي هرول الزوج على أثره مسرعا، وكأنه طوق النجاة بالنسبة له.

انذرفت الدموع منهمرة فوق خديها، واندفعت في ثورة من الغضب يشوبها صرخات مكتومة تنعي بها حظها العاثر حيث صديق الزوج هو الذي سيقوم بدور للعريس بدلا منه، ولإحساس الزوج بالعجز وأن هذا الأمر سيساعده على أن يكون طبيعيا فيما بعد، وبحركات لا إرادية أخذت الزوجة العروس تلطم وجهها، وصدرها حزنا على خظها العثر، وزوج تجرد من كل أسمى آيات الرجولة، والشهامة ليستعين بصديقه في ليلة زفافه.

فما كان من إلا أن أطلقت صرخة مدوية كادت أن يتجمع على إثرها الجيران، وهددتهما بفضيحة كبرى إذا لم ينصرف هذا الصديق، ارتعدت أنامل الزوج، وتملكته رعشة شديدة طالبا من صديقه الانصراف، بينما لملمت الزوجة بعض من ملابسها وارتدت ثياب أسود حدادا على فعلة، وتصرف الزوج الذي أصابها بفجيعة كانت غير متوقعة، وتركت عش الزوجية متوجهة إلى منزل عائلتها.

لبس الزوج عباءة إبليس بعد أن أفاق من غيبوته، وهداه شيطانه إلى حيلة معتقدا بأنها ستنقذه من الفضيحة، وتوجه في الصباح إلى قسم الشرطة، وقام بتحرير محضر يتهم فيه زوجته بسرقة مبلغ كبير من المال، وهروبها من المنزل.

وبعد أن تمكن رجال المباحث من القبض عليها، وبدموع تحمل داخلها ألم وغصة، كشفت عن حقيقة الزوج، الذي استعان بصديقه في ليلة زفافها، وأنها تركت المنزل بعد أن طلبت منه الطلاق، لكنه اتهمها بالسرقة في محاولة لتهديدها لعدم فضح أمره.

وتوجهت إلى محكمة الأسرة بمصر الجديدة، وتقدمت بدعوى تطلب فيها الخلع من هذا الزوج الذي لم يكن أمينا عليها موضحة في دعواها مأساتها، واستحالة العيش معه.