خيانة فى زمن الإنترنت

 هل الخيانة عبر الإنترنت أصبحت بالفعل مرض العصر أم أن هناك أسباب أخرى مسئولة عن هدم العلاقة الزوجية ؟؟

هكذا جائنى السؤال من قارئه..
 
عزيزتي .. بدايه لا يمكن إنكار أن فى كثير من الأحيان يكون الإنترنت هو المسئول الأول عن حالات فشل الحياة الزوجية حيث لا يجد الزوجين غير الجلوس أمام ذالك العالم الأفتراضى المليئ بالألغاز لملء فراغ يعيشونه ، أو يعتبره البعض وسيلة للهروب من أمورعدة كالأعباء المادية أو المشاكل الأسرية وخلافة..
 
ولم يعد الأمر غريباً على الأطلاق أن تتأثر الحياة الأسرية بالتقدم التكنولوجي فقد أصبح الإنترنت سبب من أسباب إنهيار العلاقات المقدسة..
 
ويمكن أن يرجع ذالك لأسباب تدفع الزوجين للجلوس طويلاً أمام الأنترنت حيث يستخدمه البعض كنوع من أنواع العقاب وأغلاق طرق التواصل مع الطرف الأخر بحجة الأنشغال..
 
فجلوس أحد الزوجين أمام الأنترنت لفترات طويلة دون أرتباطهم بعمل محدد يعتبر رسالة ضمنية من الطرفين على أنهما غير سعيدين في حياتهما الزوجية..
 
وكذالك غياب الحب والحوار العاطفى والتواصل الحميمي بين الزوجين سلبيات كفيلة بخلق الخرس الزوجى التى عاداً يحل محله الرغبة فى تواصل جاف ومصطنع لا مجال فيه للعواطف مع أشخاص مجهولين عبر شاشة الإنترنت..
 
وأحياناً يستخدمه البعض كنوع من الهروب من الواقع المأساوى والخلافات الغير منتهية كوسيلة للترفيهه عن النفس بدلاً من مواجهة هذه الخلافات ومحاولة إيجاد شتى الطرق لحلها..
 
ومن أخطر الأسباب التى تقابل البعض بمحط الصدفة  كثرة أنشغال أحد الزوجين بالعمل أو الدراسة لفترات طويلة خارج المنزل ، وفى المقابل  جلوس الطرف الأخر وحيداً دون عمل مما يزيد وقت الفراغ والشعور بالوحدة وهنا يبدأ فى أستخدام الإنترنت كنوع من أنواع التعويض عن غياب الطرف الأخر..
 
أحبائى .. لكى نقى أنفسنا من هذا الشبح المخيف التى يحول بيننا وبين سعادتنا الدائمة ينبغى على الزوجين أن .. يبحث كل منهم داخله عن الأسباب التى دفعت به إلى اللجوء ساعات طويلة أمام الإنترنت مع ضرورة أن يؤمن بأنه مرض ويجب التغلب عليه..
 
فالتسلح بالوعي الفكري والعقل النقدي لوضع الكثير من الأمور تحت المجهر وتقييمها من منظور الأخلاق والدين والضمير يجعلنا نحمى أنفسنا بأنفسنا ..
 
وكذالك ضرورة المصارحة الوجدانية والعاطفية وتعبير كل طرف عن عواطفه ومشاعره وقت الفرج والضيق للطرف الأخر يحفظ كيان الحياة الزوجية ويزيدها قوة ومتانة ، ويحدث ذالك بالحفاظ على التواصل والحوار المستمر بين الزوجين..
 
وأخيراً .. يفضل أستخدام الزوجين لجهاز واحد داخل المنزل بحيث يستطيع كل منهم معرفة المواقع والصفحات الالكترونية التي تتم زيارتها وحيئذ نتلاشى أن يدخل الشك فى قلب أحد الشريكين..