الصدمة العاطفية

هل خرجت لتوكِ من علاقة عاطفية دامت طويلاً و كنتِ تبنين عليها آمالاً كبيرة؟ لا بد أنكِ تحسين و كأن العالم ينهار من حولكِ... لا تيأسي! فيجب أن تعلمي أنك الآن في مرحلة الصدمة العاطفية و ستحتاجين لبعض الوقت لتجاوزها، كما ستمرين ب77 مراحل. بعد ذلك  ستتمكني من البدء مجدداً و فتح قلبك للحب مرة أخرى. 

تعاني الكثير من الفتيات والشابات من الصدمات العاطفية و خيبات الأمل التي تنهي علاقاتهم بشكل درامي. هذا يؤثر بشكل سلبي على نفسياتهن و يدخلهن في دائرة مغلقة من الاكتئاب و معاقبة الذات. بما أن النقطة الأولى في حل المشاكل ترتكز على الفهم الصحيح لها ولتجلياتها، ارتأينا أن نقدم لكِ في هذا المقال تحليلاً و توصيفاً لمختلف المراحل التي تميز نفسية المرأة بعد فشل علاقتها العاطفية أو ما يسمى بمراحل الصدمة العاطفية.

1- الصدمة

الأيام الأولى التي تلي الانفصال العاطفي مرحلة صدمة بالنسبة للنساء. هكذا، تدخل النفس في مرحلة خاصة تتميز بمحاولة الحماية من آثار هذا الانفصال، لأن الاستيقاظ من وهل الصدمة و استيعاب الأمر على حقيقته أمر صعب للغاية لا تطيقه النفس. تكون الليلة الأولى لحظة مميزة في هذه المرحلة، إذ أن الذاكرة تستعيد فيها كل الذكريات الجميلة التي خلفتها العلاقة فيي نفسيتكِ و التي تجعلكِ لا تتقبلين فكرة الانفصال.

2- عدم تقبل الأمر الواقع

يصعب كثيراً على النفس تصديق أن كل تلك اللحظات الجميلة وك ل تلك الأيام الرائعة صارت مجرد ذكرى و رحلت بكل ما فيها إلى غير عودة. غالباً ما تبقى هناك آمال بعودة المياه إلى مجاريها، بحجة أن الطرف الآخر لن يستطيع نسيان العلاقة و كأنها شيئاً لم يكن. هكذا، تظل النفس تدافع بكل ما أوتيت من قوة عن بصيص الأمل الذي لديها على أمل رجوع الأيام الخوالي. إلا أنه يجب عليكِ ألا تعيشي في ظل هذه الوساوس و الأوهام فترة طويلة، كي تتمكني من تجاوز هذه الأزمة بأقل الآثار النفسية.

3- الغضب

بعد مرور المرحلتين السابقتين، يبدأ شعور جامح بالغضب يجتاح النفس شيئاً فشيئاً. فيعود شريط الذكريات ليمر أمام عينيكِ من جديد لتري مجموعة من الأمور لم تكوني تلقي لها بالاً. تصبحين أكثر صرامة و جدية في نقد تصرفاته و كأنكِ تقولين لنفسكِ: يا له من وحش في صورة آدمي!

هذه مرحلة طبيعية و عادية، لكن لا تدعي المجال للانتقام ليتسلل إلى أفكاركِ و يدعوكِ إلى القيام بأفكار جنونية.

4- عدم الثقة بالنفس

قد يعتريكِ أيضاً شعور بالخجل من نفسكِ، نتيجة إلقاء كل اللوم على نفسكِ بسبب فشل العلاقة. فنظرة المحيط الخارجي و تهامسهم كلما مررتِ بجانبهم تؤذيكِ و تجعلكِ تنقِّصين من قيمة نفسكِ فتعتبري أنكِ لم تكوني في المستوى المطلوب لإتمام العلاقة.
تذكري في هذه الحالة أن شريككِ السابق رأى فيكِ ما يدعوه إلى الارتباط بكِ و قد أعجبته بعض الخصال وهو ما يفسر تكوين علاقة عاطفية بينكما. لذا لا تكثري من جلد ذاتكِ، فمثل هذه التصرفات لن تزيدكِ إلا ألماً!
 
5- القبول بالأمر الواقع

أخيراً، تجد فكرة تقبل الأمر الواقع مكاناً لها في تفكيركِ و تشعرين بأنه آن الأوان لطي هذه الصفحة بحسناتها و سيئاتها. تتقبلين بكل أريحية حزنكِ و ألمكِ، اللذان سيظلان يرافقانكِ لبعض الوقت. إذا كان الحزن و الألم سيدا هذه المرحلة، مهما طال أمدها، فإن فكرة تقبل الواقع و النظر إليه بعين الحقيقة سيساعدانكِ كثيراً على فهم الأمور على حقيقتها و تقييم وضعكِ بشكل صادق. 

6- إعادة ترتيب النفس

بعد قبول الحقيقة، يبدأ الجرح في الالتئام شيئاً فشيئاً. قد يترك جرح التجربة الماضية ندوباً في نفسكِ، لكنه لن يمنعكِ من مواصلة المسير نحو المستقبل. في هذه المرحلة، تتوقفين عن كثرة لوم نفسكِ و معاتبتها، تفهمين أنه حان الوقت لاستمتاع بالحياة و لحظاتها، تضعين أيضاً قواعد جديدة لعدم تكرار نفس الخطأ فيما بعد. 

7- التعاطف مع الطرف الآخر

دائماً ما نتحدث عن الشخص الذي تم التخلي عنه لكن ماذا عن الطرف الذي قرر انهاء العلاقة؟ أحياناً يحس هذا الطرف بمشاعر التعاطف تجاه حبيبه السابق، كما قد يحس بالذنب و تأنيب الضمير لكون لا أحد منا يرغب في أذية شخص كان مهم في حياته و عزيز على قلبه. لذا لا يجب أن ينكر هذه الأحاسيس إذا ما زارت وجدانه، كما لا يجب أن يفسح لها المجال كثيراً حتى تسيطر عليه. فالقرار صار أمر واقع و لربما هناك أسباب واقعية دفعت به لوضع حد للعلاقة.