محطات الحياة الزوجية

صحيح أن كل قصة حب وزواج فريدة من نوعها ولا تشبه أي قصة أخرى إذا ما نحن دققنا في التفاصيل. لكن، عموماً هناك مجموعة من المحطات والمميزات العامة التي تميز مراحل الحياة الزوجية والتي غالباً ما تمر منها أي قصة زواج.  سنتطرق في هذه المقالة إلى هذه الخطوط العريضة وسنشرح مميزات كل مرحلة على حدة وكيفية التعامل معها.
 مرحلة الانجذاب والأحلام الرومانسية

في هذه المرحلة، تحس المرأة بأنها صارت تملك جناحين تطير بهما في سماء الهوى، كأنها فراشة بهية الألوان، تطير حيثما أرادت. هذه عموماً هي السمات التي تطغى على الأشهر الأولى، فوجه الفتاة دائم الابتسامة، وقلبها في سرور ومرح دائمين. إنها مرحلة الحب بامتياز!

في هذه المرحلة، يكتشف الشريكان نقاط اتفاقهما واهتماماتهما المشتركة ويختلقان الأعذار تلو الأعذار لللقاء. تدوم هذه المرحلة إلى ما بعد انقضاء شهر العسل، حيث لا شيء يعكر صفو الحياة، فتخططان سوياً لحياة وردية سعيدة لا مشاكل فيها ولا انزعاج. لكن، مع مرور الوقت، ستسقط العلاقة حتماً في فخ روتين الحياة اليومية والانشغال بمتطلبات المعيشة.

حاجز السنوات الثلاث

بعد مرور بعض الوقت على الزواج، على الأكثر ثلاث سنوات، سيلاحظ كل منكما أن بريق الحياة الوردية التي رسمتماها خلال شهر العسل لا يلمع كما كنتما تتوقعان. لا تقلقي، الأمر عادي، بل إنه يدل على أن علاقتكما دخلت في مرحلة النضج والتطور.

هذه المرحلة هي مرحلة اكتشاف نقاط الاختلاف بينكما وهي محطة فارقة تحدد طبيعة التعامل معها مستقبل العلاقة، فإما ستتقوى وتستمر، أو أنها ستنقطع إلى غير رجعة. إنها مرحلة اكتشاف النفس وإعادة ترتيب أهداف الحياة الزوجية. لتتمكنا من تجاوز هذه المرحلة دون مشاكل تعصف بمستقبلكما، يجب عليكما أن تتقنا فن التواصل، نعني التواصل البناء البعيد عن مجرد إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات.

حاجز السنوات السبع

إذا وصلت العلاقة إلى هذا الحاجز، فهذا أن علاقتكما على الأرجح تسير في الطريق الصحيح. في هذه المرحلة، يمكن لكل منكما أن يعرف الآخر بكل أسراره وشفافيته، بل إنه يتوقع انفعالاته وارتساماته دون أن يراها بعينيه، لأنها طبعت في قلبه.  يمكن أن تحدث بينكما بعض المشاكل من حين لآخر، إلا أنكما تعلمتما كيف تسيِران الأمور وكيف تحلان النزاعات برفق وحكمة.

يمكن أن تفكرا في هذه اللحظة في ضخ دماء جديدة لعلاقتكما العاطفية، بهدف كسر الروتين، فلا تحرما نفسكما من قضاء شهر عسل جديد على سبيل المثال.

مرحلة التعايش

تبدأ هذه المحطة منذ أن تدخلا بيتاً واحداً لتعيشا فيه سوياً. هذه المرحلة تتطلب وضع خارطة طريق لتعيشا تحت سقف واحد بأمان. إنها مرحلة تحديد المسؤوليات وتعيين الأدوار وتوزيع المهام، لكي يعرف كل منكما ما له وما عليه. بقليل من الصبر وبالتواصل والحوار، ستتوصلان إلى تنظيم أموركما بالشكل المطلوب. لأنه لا يجب أن يلقى كل الثقل على كاهل طرف واحد، فقد يحدث هذا الأمر اختلالاً في البيت ولو بعد حين.

قدوم الأطفال

عند قدوم الأطفال، تحدث تغيرات جوهرية على العلاقة بين الرجل والمرأة، لذا يجب التعامل مع هذا الحدث بحكمة بالغة. لا ينبغي للزوجة تركيز كل اهتمامها على الأطفال وإهمال الزوج بصفة كلية، لأن في هذا إجحاف في حق الزوج. يجب أن تستغلا وفود الأطفال لتعزيز العلاقة بينكما وليس العكس، شاركيه في الأنشطة ولا تجعليه يحس بأنه صار عنصراً ثانوياً في حياتكِ.

المشاكل والأزمات

لا نتحدث هنا عن المشاكل التي تتعرضان لها سوياً، إنما نقصد المشاكل التي تضغط على أحدكما دون أن يكون للآخر أدنى علم بها. مشاكل العمل والمشاكل مع العائلة يمكن أن تزيد من عصبيتكِ مما يغير مزاجكِ، لذا يجب عليكما أن تخصصا وقتاً يومياً للنقاش حتى يعلم كل واحد منكما ما يمر به الآخر من ظروف، ليتفهم تغير سلوكه خلال فترات الأزمات. الخيانة مشكلة عويصة قد تخرب بيت الزوجية في رمشة عين. في مثل هذه الحالات، ينبغي التأكد أولاً من صحة الشكوك التي تراودكِ، قبل أن تخربي حياتكِ بيديكِ لمجرد أوهام. أطلعي زوجكِ على تخوفاتكِ، حاولي التعامل بصبر وحكمة. فإذا فقدت الثقة بين الزوجين، فقد حان موعد الانفصال.

التقاعد

في هذه المرحلة، ستعيشان سوياً تحت سقف واحد لمدة أطول مما اعتدتما عليه. فلا شغل يربط الزوج خارج البيت لساعات طويلة ولا عمل خاص بكِ يجعلكِ تضطرين إلى مغادرة المنزل. يجب أن تخططا لهذه المرحلة قبل دخولها حددا بضعة مشاريع لتعملا على تنفيذها، وابحثا عن أفضل السبل لاستغلال الوقت الكثير الذي سيكون بحوزتكما. فقد حان الوقت مثلاً للقيام بالأنشطة التي لم تتمكنا من تحقيقها سوياً في السابق بداعي عدم وجود الوقت انطلقا في رحلة تجول وسفر للأماكن التي كنتما تحلمان بزيارتها.