سماعات الأطفال

في عصر باتت فيه التكنولوجيا تسيطر على مجريات حياتنا اليومية، ليس من المستغرب إطلاقاً أن يبدأ أطفالنا بإستعمالها منذ عمر يافع؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، أصبحت سماعات الأذن مطلوبة من قبل الأطفال حتّى قبل إتمام سنّهم السادس، كي يستمتعوا بأغانيهم المفضلة وأصوات ألعابهم الإلكترونية!

وكحال معظم الأهالي، لن ترفضي طلباً كهذا لطفلكِ، لتجلبي له سماعات أذن خاصّة بالأطفال، ظنّاً بأنّها آمنة ولا تهدّد سلامة سمعه كالسماعات التقليدية التي يستعملها الراشدين. ولكن للأسف، أنتِ مخطئة للغاية في هذا الخصوص، والأرقام تثبت ذلك.

حيث أنّ شركة The Wirecutter المعنية بالبحث عن أفضل المعدات الإلكترونية التكنولوجية قامت بإجراء بحث على حوالي 30 ماركة مختلفة من سماعات الأذن المخصّصة للأطفال والتي تباع تحت هذا الشعار، ليتبين أنّ أكثر من ثلث المجموعة المفتحَصة تسمح بالوصول إلى مستوى صوت يفوق الـ85 ديسبل، وهو الحدّ الأقصى الآمن قبل أن يصبح الصوت مضراً لأذن الطفل.

والصادم أيضاً في هذا السياق هو أنّ بعض هذه السماعات يسمع فعلياً بالوصول إلى مستويات خطيرة جداً من الصوت، تحدث أضرار كبيرة ودائمة في سمع الطفل.

فكيف تحمين طفلكِ؟
نظراً للمعطيات المذكورة أعلاه، قومي دائماً بالقراءة على عبوات السماعات المخصصة للأطفال، وذلك للتأكّد من أنّها فعلاً ملائمة، ولا تتخطّى حدّ الـ85 ديسبيل عند وضعها على صوتها الأعلى.

كذلك، من الأفضل ألّا تعرّضي طفلكِ لسماعة الأذن إلّا ما بعد بلوغه سنّ السادسة تقريباً، علماً بأنّ بعض الأهل بشترون السماعات لأطفالهم منذ عمر الثانية.

وفي خطوة نهائية، تأكّدي من ضبط إعدادات الصوت أيضاً على الجهاز الإلكتروني الموصول بالسماعة، لوضع حدود آمنة له والتأكّد من ألّا يقوم طفلكِ برفعه بشكل مفرط من المصدر