الحضانة مبكرًا

قد يضطرك عملك لترك ابنك في الحضانة، وقد يكون الدافع وراء ذلك هو خوفك على نموه اجتماعيًا واعتقادك بحاجته للاختلاط مع الآخرين، وما بين ذلك وبين الخوف على ابنك، تأتي الحيرة وصعوبة اتخاذ هذا القرار، لكن إذا ما نجحتِ في فهم

ابنك واحتياجاته، يصبح قرار ذهابه إلى الحضانة من عدمه أمرًا سهلًا:

احتياجات الطفل في سنواته الأولى

الحاجة إلى الشعور بالأمان والحب.

الرغبة في الاستكشاف، وتؤكد الدكتورة مروة رخا، الإخصائية في علم المونتيسوري، أن الطفل تزيد قدرته على الاستكشاف في وجود أمه، فهي مصدر الأمان، يترك حضنها ليستكشف العالم ويعود إليه من جديد، وإذا حاولت أمه إبعاده عنها ليختلط بالآخرين، قد يؤدي ذلك إلى شعوره بالرفض والاستياء والغضب.

فالطفل أقل من عامين غير قادر على استرجاع صورة أمه في مخيلته، لذا عند غيابها يشعر بالقلق ويبدأ في البكاء، والطفل الذي تم إهماله، وإبعاده عن حضن أمه في سنواته الأولى، لا يهتم بوجود الأهل من غيره، وهذه إحدى علامات التبلد والانفصال لا الاستقلال.

الحاجة إلى أن يسمعه الآخرون ويفهموه، بالرغم من عدم قدرته على  التعبير عن نفسه لفظًا، إلا إنه يجتهد في توصيل ما يريده إليكِ، ويشعر بالإحباط إذا عجزتِ عن ذلك.

الحاجة إلى الشعور بأنه جزء من المجتمع ومن الأسرة.

الحاجة إلى اللعب، فالطفل يتعلم من خلال اللعب، ومن خلال لعبه معك ومع غيره من الأطفال، يعرف معنى المشاركة، كذلك

تقول مروة رخا في حال حدوث تناقض بين رغبات الطفل ورغباتك، كأن يريد الذهاب إلى اللعب والركض وعدم توفير ذلك له، يؤدي إلى تحوله إلى طفل مشاغب ومضطرب ومتمرد.

اقرئي أيضًا: التطور العاطفي والاجتماعي للأطفال الصغار

كيف تعرفين أن طفلك مستعد للذهاب إلى الحضانة؟

يُمكنك ملاحظة ذلك من خلال تطوره من نواحٍ عدة:

الذكاء الاجتماعي والعاطفي: هل يحب طفلك اللعب مع الآخرين، أم أنه لا يزال يفضل اللعب منفردًا؟

الاستقلال: هل اكتسب طفلك بعض الاستقلالية مثل الذهاب بمفرده إلى الحمام وغسل يديه دون مساعدة أحدهم؟

قدرته على التحكم في تصرفاته وطاعته لتوجيهات الآخرين: هل يستطيع طفلك الجلوس لبضع دقائق لسماع قصة، وهل يستجيب لتوجيهاتك وتعليماتك؟

لكن يجب تقييم كل طفل على حدة دون المقارنة بغيره، ولا تُجدي الأسئلة النمطية في التعرف على الطفل، فقد يعجز عن الإجابة لشعوره بالقلق أو الرهبة، لكن الأخصائية النفسية جي يونج يون تقول إن أفضل طريقة لتقييم الطفل هي ملاحظته في بيئات مختلفة، في ساحة اللعب، أو بين زملائه وفي قاعة الدرس، أو في حوار ثنائي بين المدرس والتلميذ وتقع على مسؤولية المدرس الماهر مهمة التمييز بين قدرات الطفل الإبداعية والتمييز بين الطفل الطبيعي وغيره.

وتقول جي يونج يون إن أهم السمات التي تقيّم استعداد الطفل للذهاب إلى الحضانة، هي قدرته على التفاعل اجتماعيًا مع الآخرين، أما المعرفة الأكاديمية فتأتي في آخر الأولويات.

اقرئي أيضًا: ١٠ نصائح للاستعداد للحضانة

علامات على عدم استعداد طفلك للذهاب إلى الحضانة:

عدم قدرة الطفل على الاختلاط بالآخرين.

عدم قدرته على الانفصال عن الأم لساعات.

عدم قدرته على الدخول إلى الحمام.

إذا كان سلوكه عدوانيًا بصورة قد تؤذيه أو تؤذي غيره من الأطفال.

رفضه لطاعة الأوامر والتوجيهات.

وتؤكد الدكتورة مروة رخا على ضرورة الاستجابة لرغبة الطفل إذا أبدى عدم استعداد للذهاب إلى الحضانة، حتى لا يفقد ثقته فيك وينقلب إلى شخصية انطوائية، فلا تضعيه في موقف يفوق تحمله

كيف أساعد طفلي على الاستعداد للذهاب إلى الحضانة؟

اصطحبي طفلك إلى النوادي والحدائق والاجتماعات العائلية، حيث يُمكنه الاختلاط واللعب مع غيره من الأطفال.

اقرئي أيضًا: حولي طفلك إلي شخص اجتماعي في 7 خطوات

عرّفي طفلك على أجزاء جسمه، وعلّميه اسمه ورقم هاتفه وعنوانه.

كذلك يُمكن تعريفه على الأشكال والألوان والكلمات المختلفة مثل فوق وتحت.

اذهبي واقضي ساعة معه في الحضانة ثم انصرفا معًا، وكررا الذهاب واتركيه ساعة بمفرده ثم زوّدي المدة تدريجيًا.