الرضع

البعض يبدأ إدخال الغذاء الخارجي للرضيع بداية من الشهر الرابع.. وأمهات يفضلن بعد الشهر السادس.. مع استمرار الرضاعة؛ طبيعية كانت أو صناعية، ولحاجة جسم الرضع للمزيد، يجب الحرص خلال تغذيتهم على حصولهم على ما يكفي من السعرات الحراريّة والعناصر الغذائيّة؛ والتي تشمل البروتينات، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، ما يقلل من خطر إصابتهم بالأمراض، كما أنّ التغذية الصحية السليمة، تُساعدهم على النموّ والتطور الصحيّ خلال أوّل عام من عمرهم. اللقاء وأخصائية التغذية الدكتورة منال أحمد موافي للتعرف على أصول وضوابط إدخال الطعام الصلب للرضيع في عامه الأول، مع مراعاة حساسية الطفل، وكيفية التوفيق بين هذا الطعام وبين لبن الثدي أو اللبن الصناعي.
مخاطر إطعام الطفل قبل 6 شهور

    في حالة كان الطفل أصغر من 6 أشهر وليست لديه أية علامات تدل على استعداده لتناول الطعام الصلب، أو كان أصغر من 6 أشهر فربما يتعرض لمضاعفات خطيرة، مثل.. اضطرابات الجهاز الهضمي.
    أو الإصابة بحساسيات الطعام؛ مثل السمنة المفرطة.. أو زيادة فرصة الإصابة بمرض السكري.. أو زيادة فرصة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في المستقبل.

تغذية الطفل الرضيع منذ الولادة إلى عُمر 6 شهور

    غالباً ما ينصح بالرضاعة الطبيعيّة، منذ بداية الولادة؛ حيث يتميّز حليب الأم باحتوائه على الكميّة المناسبة من العناصر الغذائيّة المناسبة والضروريّة للرضيع، كما أنّ لبن الثدي يُعزّز الجهاز المناعيّ للرضيع، ممّا يجعله الغذاءَ الأفضلَ.
    ولهذا يفضل أن تكون الرضاعة الطبيعيّة وحدها هي تغذية الطفل خلال الستة أشهر الأولى من حياة الرضيع، وبعد ذلك يبدأ تقديم الأطعمة المُكمّلة المناسبة، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعيّة حتى عُمر السنتين.
    كما يمكن لبعض العوامل أن تؤدي بالأم إلى اللجوء إلى استخدام حليب الأطفال الصناعيّ، أو الجمع بين الرضاعة الطبيعيّة وحليب الأطفال الصناعيّ.
    خاصةً بعد مرور فترة طويلة على البدء بالرضاعة الطبيعيّة، وكذلك في حال عدم قدرة الأم على الرضاعة الطبيعيّة، فإنّه يجب عليها استخدام حليب الأطفال الصناعيّ المُدعّم بالحديد.
    كما يحتاج الأطفال الرُضّع إلى الحصول على 400 وحدة دوليّة من مكمّلات فيتامين د بشكلٍ يوميّ، سواءً في حالة الرضاعة الطبيعيّة فقط، أو الرضاعة الطبيعيّة.. بجانب حليب الأطفال الصناعيّ.

أطعمة يمكن البدء بها

    الخضروات المهروسة أو المطبوخة جيداً مثل البطاطا والبطاطا الحلوة والقرع العسلي والجزر الأبيض والجزر والكوسا الصغيرة البروكلي أو الزهرة القرنبيط.
    معجون الفواكه مثل التفاح الناضج المطبوخ أو الكمثرى أو المانجو أو البابا يا أو الفاكهة المهروسة مثل الأفوكادو الناضج أو الموز.. وقد يكون هذا الطعام المعجون الأسهل لطفلك في البداية، لكن بعض الأطفال يستطيعون التعامل مع الكتل اللينة، طالما كان الطعام مهروساً جيداً.
    وهناك أرز الأطفال أو أي حبوب أخري مخلوطة بحليب الطفل المعتاد، ويتعلم الأطفال كذلك مضغ الطعام اللين والمقطّع بسرعة، حتى لو لم تكن لديهم أسنان بعد.
    وفور أن تبدو على طفلك علامات السعادة، عند تناول الطعام بالملعقة، فبإمكانك زيادة عدد الأطعمة التي تقدمينها له..كما أن الأطفال مثلنا تماماً يصيبهم الملل من الأصناف المتكررة، ولهذا فبدلاً من تقديم معجون الفواكه أو الحبوب فقط جربي هذه الأصناف.
    اللحوم والأسماك والدجاج المهروس أو المطحون، فقط تأكدي من طهي الطعام جيداً وإزالة العظام.
    العدس والبازلاء والحمص والبقول الأخرى مهروسة أو مطحونة جيداً.. الزبادي كامل الدسم والجبن اللين أو الكاسترد.
    لكن تذكري ألا تقدمي لطفلك حليب الأبقار (أو الماعز أو الأغنام) كغذاء أساسي قبل أن يكمل عامه الأول.

تغذية الطفل الرضيع من عمر 6-12 شهراً

    بداية يُعدّ التنوُّع في تقديم الأطعمة الصلبة أمراً ضروريّاً، ويجب أن تتضمّن الفواكه والخضروات، والحليب ومنتجاته، والكربوهيدرات النشويّات والبقوليات، وغيرها من مصادر البروتين.
    وفي البداية يُنصح بتقديم الطعام الطريّ والمهروس أو المُصفّى، ويمكن للطفل أن يأخذ بعض الوقت للتأقلم معه، وكلّما تطوّرت قدرات الطفل على استخدام فمه والتحكّم به فإنّه يمكن إدخال الأطعمة ذات الكُتل الأكثر.
    كما يُنصح بتقديم نوعٍ واحدٍ من الطعام في كلّ مرة، والانتظار فترة 3-5 أيام قبل تقديم نوع آخر، حيث يساعد ذلك على ملاحظة حدوث أيّة ردود فعلٍ تجاه الطعام الجديد، أو ما إذا كان الطفل يُعاني من الحساسيّة تجاهه.
    يمكن إدخال اللحوم والأسماك والدجاج المهروس أو المطحون، بعد التأكد من طهي الطعام جيداً وإزالة العظام.. مع العدس والبازلاء والحمص والبقول الأخرى مهروسة أو مطحونة جيداً.
    الزبادي كامل الدسم والجبن اللين أو الكاسترد، لكن تذكري ألا تقدمي لطفلك حليب الأبقار (أو الماعز أو الأغنام) كغذاء أساسي قبل أن يكمل عامه الأول.
    بعض الأطفال بعُمر 4-6 شهور يصبحون جاهزين للبدء بتناول الأطعمة الصلبة، مع الاستمرار على الرضاعة الطبيعيّة أو حليب الأطفال الصناعيّ، و عادةً ما يُنصح بعدم تأخير تقديم الأطعمة الصلبة لفترة طويلة.
    حيث يمكن للطفل بعد عُمر الـ6 أشهر ألا يتقبّل الأطعمة الجديدة، ممّا قد يجعل تقديم الأطعمة الصلبة بعد ذلك أمراً صعباً، وتُعرف هذه الأطعمة باسم الأغذية المكملة.

تابع طعام الطفل من 6- 12 شهراً

    انتبهي لحساسية طفلك من بعض أنواع الأطعمة؛ وأكثر هذه الأطعمة التي تُسبّب الحساسيّة.. الحليب، والبيض، والقمح، والأسماك، والمحارات، والفول السودانيّ، وفول الصويا، والمكسرات.
    وفي حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسيّة، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل تقديمها للطفل.. كما أن الحديد والزنك يُعدّان من العناصر الغذائيّة المهمّة، ويمكن الحصول عليهما من اللحوم المهروسة.
    وكذلك حبوب الأطفال الجاهزة المُدعّمة بالحديد، ومحاصيل الحبوب وحيدة الحبة؛ كالشوفان، والأرز، والشعير.. ويفضل عدم تقديم الأرز فقط للطفل، لتقليل خطر تعرُّضه لعنصر الزرنيخ.
    لهذا المطلوب التنويع بمصادر الحبوب إلى جانب الأرز، كما يُنصح بتقديم نوع واحد من الخضراوات أو الفواكه بشكلٍ تدريجيّ، ودون إضافة ملح أو سكر.

الكمية المناسبة من الطعام للطفل

    يُعدّ حليب الأم، أو حليب الأطفال الصناعيّ، أو الاثنان معاً المصدر الرئيسيّ لتغذية الطفل خلال الفترة العمريّة ما بين 6-12 شهراً.
    أمّا الأطعمة الصلبة فإنّها ستُشكّل تدريجياً جزءاً كبيراً من طعام الطفل، ومع البدء بتقديمها للطفل، يصبح من الصعب تحديد الكمية المناسبة.
    وعادة يكون البدء بكمياتٍ صغيرة؛ أي 1-2 ملعقة كبيرة من الطعام، ومراقبة علامات الجوع أو الشبع لدى الطفل.
    ولابد من التوازن؛ أي تقديم الأطعمة الصلبة بشكلٍ مستمر مع الوقت، إلى أن تصبح بشكلٍ تدريجيّ جزءاً أكبر من طعام الطفل.
    تقديم الطعام أو الشراب للطفل كل 2-3 ساعات، أو 5-6 مرات في اليوم، ممّا يضمن حصول الطفل على 3 وجبات رئيسيّة، مع 3 وجبات خفيفة.

قد يهمك أيضا:

أسباب انتفاخ اليافوخ عند الرضع والعلاج

نصائح لتربية الأطفال الرضع