الام و الطفل

ها هو طفلكِ يخطو عتبة المراهقة ويبلغ سنّ الـ14؛ صغيركِ لم يعد طفلاً، ولكنّه لم يصبح بعد راشداً... فكيف تتأكّدين في هذه المرحلة الحساسة أنّه جاهزٌ لمواجهة الحياة، وبالأخصّ مع دخوله المرحلة الثانوية من المدرسة، واستعداده للتخرّج في المستقبل القريب؟

إليكِ في هذا السياق بعض المهارات التي على طفلكِ اكتسابها قبل هذه الفترة، كي يكون جاهزاً ويعتاد على الإتكال على نفسه!

تحضير وجبة بسيطة: وهنا لا نقصد الوصفات المعقّدة التي تحتاج إلى وقت طويل في التحضير ومهارات في الطبخ! ولكن من المهم أن يكون طفلكِ قادراً في هذه المرحلة على تحضير بعض السندويشات للفطور مثلاً، أو الوجبات الخفيفة كما السلطات. فهذه المهارة مهمّة ليتدبّر أموره في حال كنتِ خارج المنزل مثلاً.

الإستيقاظ بمفرده في وقت محدّد: تقع معظم الأمّهات في خطأ تعويد الطفل على التكفل بمهمّة إيقاظه حتّى بعد بلوغه سنّ الرشد أحياناً! ولكنّ الخبراء يؤكّدون أهمية إعتياده على القيام بالأمر بنفسه منذ سنين المراهقة الأولى. زوّديه بمنبّه لإيقاظه في الوقت المناسب، أو إجعليه يضبط المنبّه على هاتفه الذكي إن كان في عمر يسمح له بإقتناءه. من المهمّ أن تشرفي على الأمر من بعيد في الفترة الأولى، لتتأكّدي ألّا يفوت الذهاب إلى مدرسته، ولكنّكِ ستلحظين إكتسابه لهذه المهارة بسرعة، ليستيقظ بنشاط أكبر مقارنة مع الأيام التي توقظينه فيها بنفسكِ!

التكّلم والمدافعة عن نفسه: حان الوقت للإستغناء عن تلك الإتصالات أو المحادثات الشخصية التي تجريها كلّ أمّ مع الهيئة التعليمية، عند مواجهة الطفل لأي صعوبات مدرسية بسيطة. فعلى طفلكِ الآن أن يبدأ بالتكلّم عن ذاته ويعبّر بنفسه عن أي مشكلة تواجهه. هذا الأمر لا يعني إنسحابكِ الكلّي، ولكن، حاولي ترك تدخّلكِ المباشر للحالات القصوى، وإكتفي بالدعم المعنوي وحثّه على مناقشة الأمور مع الجهة المختصّة دون خجل.

توضيب حقيبته الخاصّة: سواءً كان يوضب حقيبته المدرسية، أم مجرّد أغراضه لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، من الضروري أن يستطيع طفلكِ في هذا المرحلة العمرية تحمّل مسؤولية تحضيرها بننفسه. تستطيعين الغشّ وإستراق النظر للتأكّد أنّه لم ينسى أي من الأغراض الضرورية، أو بإمكانكِ بكلّ بساطة سؤاله وتذكيره ببعض الأغرض التي ينساها أحياناً، ليعتاد تدريجياً على إستسلام زمام الأمور بشكل تامّ.

التكلّم مع "الغرباء": وبالغرباء، نقصد الأشخاص الذين يصادفهم بشكل عابر في الأماكن العامّة، المدرسة، العيادات، المحال التجارية وغيرها، والذين لا يشكّلون أي خطر عليه. فعلى طفلكِ أن يتخطّى خجله ويتوجّه بالكلام مثلاً للبائع في إحدى المتاجر للإستفسار عن بضاعة ما، كي تطمئني أنّه قادر على تدبّر أموره والإستحصال على المساعدة اللازمة له في غيابكِ.

شراء البقالة: أوكلي إلى طفلكِ مهمّة تجميع بعض الأغراض في عربة منفصلة خلال التسوق في السوبرماركت، فيما لا يزال تحت ناظريكِ أو على مقربة منكِ، إن كان المكان آمناً له بالطبع. هكذا، سيعتاد على الفكرة تدريجياً، ليصبح بإمكانكِ الإتكال عليه لاحقاً لجلب بعض الأغراض إلى المنزل عندما يسمح له عمره بذلك!

التخطيط لنزهة: حثّي طفلكِ على التخطيط لنزهة خارج المنزل، سواءً مع العائلة أو الأصدقاء، كي يعتاد على تنظيم الأمور والإعتناء بالتفاصيل. لكن، وتفادياً لشعوره بالضغط المفرط، احرصي على تذكيره بأنكِ موجودة "للإستشارة" ومساعدته في إتخاذ القرارات الأفضل.

وتذكّري أنّ إكتساب هذه المهارات لا يقتصر على مرحلة المراهقة، بل من الأفضل أن يبدأ بالتعرف عليها تدريجياً والإعتماد على نفسه من خلالها منذ مرحلة الطفولة، ليدخل المرحلة الثانوية في المدرسة وهو جاهز لمواجهة الحياة في مختلف ظروفها!