طفلي يتعرض للضرب في المدرسة

طفلي ضعيف يعتدي عليه زملاؤه في المدرسة بالضرب ولا يستطيع رد العدوان عن نفسه.. ماذا أفعل؟!

مشكلة يواجهها الكثير من الأباء واﻷمهات باحثين عن حلول عملية لمواجهة مثل هذه المواقف. ويجب علينا أن نجد حلولا تمكن الابن من مواجهة المشكلة وتعزز من ثقته بنفسه أمام أصدقائه دون أن نتسبب في تحويله إلى طفل عدواني يريد الدفاع عن نفسه بأي طريقة دون تفكير!

في البداية يجب أن نعلم أن بعض اﻷطفال تكون عندهم الرغبة في إظهار التحكم والسيطرة على أصدقائهم فيلجئون إلى التصرف بطريقة عدوانية معهم، وأحيانا يجدون ردود فعل من الطفل المعتدى عليه تقوّي رغبتهم أكثر في الاعتداء مثل البكاء أو الهروب.

أما عن الطفل المعتدى عليه فمن الممكن أن يكون هناك أكثر من سبب لذلك، مثل أن يكون كثير الخوف أو التوتر، أيضا من الممكن أن يكون من النوع الحساس والخجول ولذلك يظهر عليه الضعف أمام زملائه.

اقرئي أيضا: كيف تتعاملين مع الطفل شديد الخوف أو ضعيف الشخصية

إليك بعض النقاط التي يمكن اتباعها مع طفلك إذا تم الاعتداء عليه في المدرسة؛ لتتمكنوا معا كأسرة من حل هذه المشكلة

استمعي جيدا إلى كل ما يريد طفلك إخبارك به.

الاستماع الجيد إلى كل تفاصيل المشكلة من الابن والابتعاد تماما عن فكرة لومه على ضعفه والبعد أيضا عن رد الفعل القوى والصوت المرتفع في الحديث مثل أن تقولي له بعصبية: "إزاي حد يمد إيده عليك!"

فردود الفعل المشابهة ستجعل طفلك خائفا في كل مرة يتكلم فيها معك ومع والده عن مشكلة حدثت له، ولذلك يجب إظهار دعمكما له وتقوية موقفه وإظهار كم أنكم تفهمون جيداً حالته النفسية وتشعرون بما يشعر به.

وتذكري أنه حين يعبّر الطفل عن مشاعره السلبية يتخلص من أثرها السيئ!

لا تشعريه بأنه ضحية.

فحين يشعر الطفل بذلك سوف يقلل أكثر من ثقته بنفسه ومن المفترض هنا أن نحاول تعزيز ثقته بنفسه وليس تقليلها.

أشعري طفلك بالنجاح والتفوق!

هناك طرق كثيرة لكي تزيدي ثقة طفلك بنفسه والتي هي في الغالب ما تجعله لا يستطيع الدفاع عن نفسه. مثلاً عليك أن تجدي نشاطاً محبباً إليه، يستطيع أن يفعله بشكل جيد جداً وتعملاه معا وتكافئيه على عمله الجيد، حينما يجد التقدير من والديه وقدرته على فعل أشياء بشكل سليم تسعده وتسعد من حوله سوف ترتفع ثقته بنفسه بشكل كبير.

 

احكيا له من ذكرياتكما وأنتما في نفس سنه في شكل قصة عامة.

هذه الطريقة مفيدة كي لا يشعر أنه الوحيد في العالم الذي يتم الاعتداء عليه من زملائه ولكن يجب سرد هذه الذكريات بطريقة مفيدة فلا تذكروا أنكم واجهتم هذا بمفردكم ولكن اذكروا القصة في سياق عام حتى يشعر أن المشكلة يواجهها الكثير من اﻷطفال فى كل زمان ومكان وليست مشكلته فقط فهو طفل طبيعي ولكن يجب عليه أن يواجه مشكلته ويتغلب عليها.

هذه الطريقة ستجعله يتخيل ويبتكر حلولاً لما يواجهه من واقع القصة التي سردتموها عليه.

اسأليه ما العمل؟! اجعليه هو من يبدأ في البحث عن حل لمشكلته.

استمعي إلى ما يتخيله من حلول لمواجهة الموقف حتى إن لم ترضي عنها، ثم ناقشيه في كل واحدة منها حتى تتكون لديه خيارات محددة صحيحة يكون مقتنعا بها وبتنفيذها.

ولا تنسي الثناء على مقترحاته والابتسامة وتخفيف الجو بالكلام المبهج المحفّز.

لا تفرضي الوصاية على طفلك!

من المهم جدا أن يعلم الطفل أنه قادر على حل اﻷمور بنفسه دون الاعتماد باستمرار عليك أو على والده، فحينما يحدث موقف اعتداء مثلا في وجودك لا تبدئي في التدخل في الحال، اتركي له زمام اﻷمور، وانظري كيف سيجد الحل بنفسه، ولكن بالطبع تدخلي إذا لزم اﻷمر أو تفاقمت المشكلة.

المقصود من هذه النقطة أن يبتعد عن الشعور الدائم بالاعتماد عليكم في حل كل مشاكله.

اقرئي أيضا: كيف تربين أبناءك على الاعتماد على النفس؟

 درّبي طفلك على المطالبة بحقه وإن كان من والديه!

عندما يتعلم طفلك كيف يعبر عن نفسه وعن مطالبه وحقوقه من وجهة نظره سوف يزيد هذا من قدرته على حل المواقف بنفسه وتغلبه على الخوف الداخلي الذي يمكن أن يكون مسببا لضعف الشخصية.

علميه أن له الحق في القبول أو الرفض وأن عليكم أن تحترموا آراءه، وهذا لا ينفي توجهيكم الدائم له.

اقرئي أيضا: كيف تبني في ابنك شخصيته المستقلة؟

 

علميه أن يوقف من يعتدي عليه دون إيذائه!

حينما يعتدي أحد زملائه عليه علميه ألا يبكي أمامه بل ينظر في عينه مباشرة، ويواجه الموقف، وأن يمسك بيده بقوة ويدفعه دفعة صغيرة لا تؤدي إلى سقوط زميله أو أذيته.

عندما يشعر زميله أنه يستطيع رد الاعتداء وأنه قوي سوف يتراجع بشكل كبير.

هذه النقطة تحتاج إلى تدريب منكم فمن الممكن أن تمثلي أنك المعتدى عليه وهو المعتدي حتى يتعلم بالتجربة كيفية الرد بشكل سليم.

تكلمي مع أحد أساتذته في إدارة المدرسة.

أيضا هناك جزء يقع على عاتق المدرسة، فيجب أن تعلم الإدارة بالموقف، وإن تكرر يجب اتخاذ موقف تجاه الطفل الذي يمارس الاعتداء على زملائه، ويجب أن يتعلم طفلك أن يذهب إلى هذا المدرس، ويحكي له ما يحدث دون خوف أو خجل عندما تحدث مشكلة كبيرة.