الطفل الانطوائي والانبساطي

يولد كل طفل مع خواص شخصية يتعامل من خلالها مع العالم  الخارجي، وقد تتغير هذه الخواص مع مروره بمختلف التجارب ومراحل النضج المختلفة، فهو إما يميل إلى الانفتاح extrovert ويستمد طاقته من التواصل مع الآخرين والعالم من حوله، أو يميل للانطوائية introvert ويفضل التواصل مع عدد محدود وينزعج من وجوده في مجموعات كبيرة.

قد يبدو على طفلك سمات النوعين في أوقات مختلفة، فقد يكون اجتماعيا ومنفتحا في النادي مثلا وانطوائيا في الحضانة، لكن هناك ميل فطري دائما لصالح جانب ما على حساب الجانب الآخر.

اقرئي أيضا: حولي طفلك إلى شخص اجتماعي في 7 خطوات

وتظهر طبيعة كل طفل بشكل أوضح في المرحلة العمرية من 5-6 سنوات، خاصة مع دخوله المرحلة التمهيدية في المدرسة، ويتأثر نمط التعلم لدى كل طفل بطبيعة شخصيته، فالطفل الانطوائي يتعلم من خلال المشاهدة و التأمل، وعادة ما يتم امتداح هدوءهم في الصف الدراسي، لكن على الجانب الآخر قد لا يشاركوا في أغلب الأنشطة، بينما يتعلم الطفل الانبساطي من خلال التفاعل و الحديث و اللعب في مجموعات، لكنهم أكثر عرضة للعقاب أو لفت النظر في المدرسة لميلهم للشغب والحديث مع زملائهم أو اللعب خلال شرح المعلمين.

ولا يمكن اعتبار أي من الصفتين عيبا فهي سمة شخصية، كل ما عليكِ هو فهم طبيعة شخصية أبنائك لمساعدتهم على التعامل مع العالم من حولهم.
إذا كان طفلك انطوائيا:

- تحدثي مع المعلمين: قبل بداية العام الدراسي، وأخبريهم بأنه سيحتاج لبعض الوقت للتأقلم قبل أن يكون مستعدا للمشاركة في أنشطة الصف، كي تتأكدي من ألا يطغى عليه زملاؤه الأكثر ميلا للمشاركة.

- أعط لأطفالك الوقت اللازم للحديث: يحتاج الطفل الانطوائي للتفكير مليا قبل الرد على الأسئلة، احترمي إيقاع طفلك ولا تتعجليه أو تستوقفيه حينما يتكلم.

- لا تستجوبي طفلك: لا توجهي له الكثير من الأسئلة عن يومه، فهذا سيجعله أكثر صمتا ﻷنه سيضطر للتأمل في كل سؤال. بدلا من توجيه الأسئلة حدثيه عن يومك، وستفاجئين مرة بعد أخرى بأنه يبادلك الحكي.

- احترمي تفضيلات طفلك الاجتماعية: لا تقومي بفرض علاقات اجتماعية لا يريدها الطفل، فمثلا إذا قررتِ إقامة عيد ميلاد لطفلك وأراد أن يدعو صديقا واحدا أو اثنين، احترمي رغبته تلك، كذلك إذا تمت دعوته لحضور عيد ميلاد أحد الأصدقاء اذهبي مبكرا لتمنحيه الوقت الكافي للتأقلم.
إذا كان طفلك انبساطيا:

- دعيه يفكر بصوت عالي: يتحدث الطفل الانبساطي عن أفكاره قبل أن تتكون فهي لا تأتي من رأسه إلى فمه بل من فمه ثم إلى رأسه، فبينما يتحدث طفلك إذا ظننت أنه يثرثر وقمتِ بمقاطعته فإنك تقطعين حبل أفكاره، استمري في تشجيعه على الحديث بعبارات مثل (اممم، نعم، تمام، معاك) حتى يصل إلى استنتاجه النهائي.

-علمي طفلك أن ينتظر دوره للمشاركة في الحديث: فهو عادة متحمس للكلام، علميه الصبر وانتظار الآخرين حتى ينتهوا من الكلام، استغلي تجمعات العائلة سواء على مائدة الطعام أو في السيارة ليتعلم الاستماع إلى الآخرين قبل أن يأتي دوره للحديث. عادة يكون الطفل متحمسا ﻹخبارك عما حدث في يومه في المدرسة، امنحيه هذه الفرصة لتنمية خبراته اليومية، حتى إذا كنتِ تعملين قومي بالاتصال به بشكل يومي في موعد العودة من المدرسة للاطمئنان عليه ومعرفة كيف كان يومه.

- تعاملي مع الحكايات الخيالية: الطفل في المرحلة العمرية المبكرة قد لا يستطيع التفرقة بين الواقع والخيال، وقد يحكي العديد من القصص المتوهمة باعتبارها حقائق في سعيه للمزيد من التواصل مع الآخرين، إذا حدث هذا في حضورك ابتسمي وقولي له إن خياله خصب للغاية، كي يفهم الآخرون أن ما يحكيه غير حقيقي، لكن دون إحراجه، وحدثيه منفردا عن أهمية قول الحق والتفرقة بين الواقع و الخيال.

- تقبلي صعوبة قيام الطفل بالأنشطة بمفرده: فعلى سبيل المثال، إذا طلبتِ منه الثيام بترتيب غرفته وحده فغالبا ستنفذ طاقته في غضون دقائق، إما أن تقومي بمساعدته، أو أن تكوني بقربه.