مع تسارع الحياة العصرية وغياب الخبرة لدى بعض النساء في التربية وبخاصة لدى وجود أكثر من طفل في العائلة، بات من الضروري الإستعانة بمربية لمساعدة الأم في تربية أطفالها وتزويدها ببعض النصائح والتعليمات التي قد تغيب عنها بسبب عدم خبرتها في هذا المجال.
لكن أحيانًا نرى بعض الأطفال يتعلّقون بمربيتهم كثيرًا لدرجة أنهم يحبونها ويفضلونها على أمهاتهم وهذا مؤشر خطرٌ نوعًا ما لأنه يغيّب دور الأم في حياة الطفل. ما سبب هذه الظاهرة؟ وما الذي يميّز الحاضنة ليتعلّق بها الطفل أكثر من أمه؟ اليك الأجوبة عن هذه التساؤلات في هذا المقال من عائلتي.
اولًا إذا كنت سيدتي تستعينين بمربية للإعتناء بأطفالك، فيجب أن تعلمي أنّ اعتمادك الزائد عن حدّه على المربية في الإهتمام بشؤون طفلك والذي يضعها بعلاقة مباشرة معه طيلة الوقت ويغيّب دورك كأم في حياته في تفاصيلها الصغيرة والكبيرة وفي تربيته، سيجعل الطفل يتعلّق بالمربية أكثر منك من دون شك.
وبحسب الأطباء النفسيين، فإنّ هذا النوع من التعلّق طبيعي جدًا لأن طفلك يمضي وقته بمعظمه برفقة المربية. لكن المفتاح الأساسي لهذه الظاهرة والذي يجعل الطفل يتعلّق بأي شخص سواء كان المربية أم غيرها ليس الوقت فحسب إنما اللعب أيضًا. فاللعب هو لغة الحب بالنسبة للطفل وهو في سنّ صغيرة، والطفل يحب كل من يتكلّم لغته أي كل من يلعب معه.
وطبعًا التفاصيل الصغيرة التي تهتم بها المربية غالبًا في طفلك كإطعامه ومساعدته في ارتداء ملابسه وتلبية طلباته الصغيرة هي أيضًا بالغة الأهمية بالنسبة للطفل وتجعله يتعلّق بالمربية كذلك الأمر.
لذلك وإذا كنت تهملين حاجات طفلك الصغيرة والتي قد لا تعتبرينها مهمة، فلا داعي لأن تبحثي إذًا عن السبب الذي جعله يحبها أكثر منك فطفلك يحتاج هذه الأمور أكثر من غيرها منك. لذا احرصي على تقديمها له بصفة دائمة أو حتى من وقت الى آخر اذا لم يتسنّ لك الوقت دائمًا لها لكي يشعر طفلك بوجود أمه بقربه!