اتهام طبيب بمعاشرة جثة زوجته بعد وفاتها

مدينة "كي ويست"، البعيدة طالما كان يسكنها الكتاب والموسيقيون، والحالمين أيضا، واعتبرها الأميركيون من أعظم الأماكن على وجه الأرض، حتى عام 1940، بعد أن انتشرت الأخبار في جميع أنحاء المدنية أن شيئًا غريب يجري في مختبر الدكتور"فان كوزل".

التفاصيل التي عرفت لاحقًا، كانت أكبر من أن يستوعبها سكان هذه المدينة الهادئة، ففي يوليو 1909، ولدت "ماريا إيلينا ميلاجرو دي هويوس"، ابنة صانع السيجار في كي ويست يدعى فرانسيسكو هويوس، وزوجته أورورا، عاشت ماريا حياة مأساوية، توفيت شقيقتها بالسل، وشقيق زوجها بعد أن أصيب بالكهرباء في موقع للبناء، اجهضت وانفصلت عن زوجها، وانتقلت لولاية ميامي، حتى أصيبت بالسل، وسعت للحصول على العلاج في مستشفى الولايات المتحدة البحري في كي ويست، وهناك أخذت قصتها منعطفًا غريبًا.

حاول "كوزل"، علاج حبيبته ماريا، بخبرته الطبية التي اكتسبها بنفسه، بمجموعة متنوعة من الأدوية، فضلا عن الأشعة السينية والكهربائية التي وفرها لها في المنزل، وأغرقها بالهدايا من المجوهرات والملابس، حتى أعلن حبه لها، وبادلته ماريا الإعجاب، رغم حيرتها من الاهتمام المبالغ فيه من قبل الرجل الغريب.

ورغم جهود "كوزل"، توفيت إيلينا من مرض السل، وبنى لها ضريحا فوق الأرض في مقبرة كي ويست، الذي زاره كل ليلة تقريبا، وذات ليلة اقتحم المقبرة، وأخرج جثة ماريا وحملها للمنزل.

قام كوزل بإعادة عظام ماريا جنبا إلى جنب باستخدام الأسلاك، كما ركب للجثة عيونا زجاجية، وعندما بدأت بشرتها تتحلل، وضع بدلا منها قطعة قماش حريرية غارقة في الشمع، واستبدل شعرها بشعر مستعار، وألبسها ملابسها، والمجوهرات، واستخدم كميات كبيرة من العطور، والمطهرات، وعوامل الحفاظ على الرائحة، وإبطاء تحلل الجسم، ثم احتفظ بالجثة في سريره.

مرت 7 سنوات، و"كوزل" يعيش مع "جثة" حبيبته، حتى سمعت شقيقة إيلينا، فلوريندا، شائعات بأنه ينام مع جثة شقيقتها، وبعد إبلاغ الشرطة، ألقي القبض عليه ووجهت له تهمة سرقة الجثة واقتحام المقبرة، وعرض على أطباء نفسيين، ولم يكن هناك دليل قاطع أنه أقام علاقات جنسية مع جثة إيلينا، ولكن فحوصات الجثة اقترحت أنه كان ممكنا.

انتشرت القصة في صحف جنوب فلوريدا، وتعاطف الرأي العام معه "كوزل"، وصفوه "بالألماني الرومانسي".

بعد انتهاء القضية، غادر "كوزل"، كي ويست، وعاد إلى زيفيرهيلز، فلوريدا، وكتب سيرته الذاتية التي ظهرت في مجلة "Pulp" المتخصصة في المغامرات في عام 1947، ولم ينتهي هوسه بحبيبته "ماريا"، فقد صنع دمية بالحجم الطبيعي تحمل "قناع الموت"، الذي يصنع بسكب الشمع على وجه الميت من أجل الاحتفاظ بصورة طبق الأصل عنه، واحتفظ بها في سريره حتى وفاته في 3 يوليو 1952، وقالت الروايات إنهم وجدوا جثته محتضنة دمية "ماريا".

وبحسب موقع americanhauntingsink، في أثناء مكوث ماريا  بالمستشفى، التقت بالتقني الإشعاعي الألماني الأصل "كارل فون كوزل"، الذي وقع في حبها من النظرة الأولى، فقد كان يراها في طفولته، حيث قال إن أرواح الموتى كانت تزوره، وكشفت له عن وجه حبه الحقيقي ذات الشعر الداكن، وقال إنه مقتنع بأنها كانت إيلينا.

لم يُعرف الكثير عن "كوزل"، لأنه متغير ومحير، من مواليد 1877، في درسن الألمانية، قال أنه سافر الهند وأستراليا، عمل على بناء طائرة تحلق عبر المحيطات في وقت الحرب العالمية الأولى، وزعم أنه سجن من قبل السلطات البريطانية لـ"حفظ آمنة" وأفرج عنه في نهاية الحرب، هاجر لفلوريدا عام 1926، عن طريق كوبا، ثم تولى عمله بالمستشفى.