ريهام صادق

مرضت والدتها عام 2004 واضطرت للسفر إلى الخارج لإجراء عملية جراحية في الكتف، فبدأت رحلتها للتواصل مع الدكاترة الألمان واختيار المستشفى الذي ستجري فيها والدتها العملية، وحجز الفندق الذي ستقيمان فيه خلال فترة العلاج.

ومنذ اللحظة الأولي لها في ألمانيا، وقعت ريهام في غرامها، وبعد انتهاء مدة العلاج قالت لوالدتها: "أنا مش عايزة أرجع مصر، ونفسي أعيش هنا"، وتصادف أن مرِض والدها هو الآخر وسافر إلى ألمانيا لتلقي العلاج، فاصطحبته إلى هناك.

إنها ريهام صادق (41 عاما)، تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعملت مضيفة طيران لفترة من الوقت، إلى أن تفرغت لبيتها وأولادها الثلاثة لمدة 12 سنة، ثم راودها شغفها بالسفر وحلمها للعيش في إحدى الدول الأوربية.

وتقول ريهام لـ"هن": "في منتصف عام 2014، فكرت في العودة إلى ألمانيا والاستقرار فيها مع أسرتي، وبدأت في البحث عن وسيلة للعيش هناك، فوجدت أن كل الطرق لا تؤدي إلى ألمانيا، إلا طريقة واحدة هي الاستثمار".

استغلت ريهام خبرتها في التعامل مع الأطباء والمستشفيات والمراكز العلاجية، وحجز الفنادق أو الشقق القريبة من المستشفيات، وفكرت في عمل مشروع لخدمة العرب الراغبين في العلاج بألمانيا، خصوصا أن ألمانيا خففت القيود على الاستثمار وفتحت الأبوب للأفكار التي من الممكن أن تفيد الاقتصاد الألماني وسوق العمل وتشغل العمالة.

وتضيف ريهام: "بدأت في التواصل مع غرفة التجارة والصناعة الألمانية أثناء رحلة من الرحلات وطلبت منهم معلومات عن كيفية عمل مشروع، وأمدوني بكتالوج في معلومات عن الاستثمار، ولما رجعت مصر درسته جيدا"، وفي نوفمبر 2014، عادت ريهام لألمانيا وتحدثت مع المسؤولين في غرفة التجارة والصناعة وطلبوا منها وضع خطة عمل للمشروع وتحديد رأس المال، إضافةً إلى سيرتها الذاتية.

وعند عودتها لمصر، واجهت ريهام أول مشكلة وهي كيفية وضع خطة عمل للمشروع حيث وجدتها مكلفة، فبدأت تقرأ حول خطط عمل المشروعات، وخرجت منها بتحديد أفضل المستشفيات وأسعارها، والفنادق، والانتقالات، وكيفية التسويق، والعمالة، والمصاريف، والمكسب من المشروع.

وفي خلال 3 أشهر، نجحت ريهام في وضع خطة العمل لمشروعها، وسافرت لمناقشتها مع غرفة التجارة والصناعة في ألمانيا، "انبهروا بيا وقالولي إحنا حاسين إنك الشخصية المناسبة إنك تعملي مشروع هنا نظراً لتحمسك وطموحك".

اتجهت ريهام بعدها لمصر وقدمت أورقها في السفارة الألمانية بالقاهرة، وبعد مرور عدة أشهر حصلت علي الموافق، وبدأت خطواتها للنقل من مصر إلى ألمانيا، وفي البداية اعتمدت على "السوشيال ميديا" في الترويج لمشروعها مستفيدة من الجمهور الذي يتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتضيف ريهام قائلة: "الشركة بقالها أكتر من 3 سنين، والعدد اللي استفاد منها حوالي 120 مريض معظمهم من مصر وبعضهم من الدول العربية زي الإمارات والسعودية والكويت والبحرين".