الطفلة السورية بانا

أعرب عدد من النشطاء، الاثنين، عن خشيتهم من اعتقال القوات الحكومية السورية للطفلة السورية بانا، وذلك بعد أن حذف حسابها على موقع "تويتر"، الذي اشتهر بنقل مأساة الأحياء المحاصرة من حلب إلى العالم.

وبعد أيام على سقوط مناطق واسعة في الأحياء الشرقية من حلب، في قبضة الجيش السوري والميليشيات الإيرانية، كتبت بانا على الحساب، التي تساعد في إدارته والدتها فاطمة، قائلة "نحن متأكدون أن الجيش سيحتجزنا الآن.. نراكم في يوم آخر، الوداع".

 والطفلة ووالدتها كانتا تكتبان باللغة الإنكليزية، وتنشران صورًا تجسد معاناة القطاع الشرقي من حلب تحت الحصار والقصف والغارات، الأمر الذي أثار تعاطفًا واسعًا حول العالم، ودفع وسال إعلام غربية إلى تناقل قصة بانا.

وبعد أن جذّبت نحو 137 ألف متابع منذ انضمامها إلى "تويتر" في أيلول/سبتمبر الماضي، نشرت بانا، البالغة من العمر 7 أعوام فقط، التغريدة الأخيرة بالتزامن مع انتزاع القوات الحكومية، مزيدًا من الأراضي في حلب، قبل أن يتم حذف الحساب. وفي حين قال بعض الناشطين على "تويتر"، إن "النظام السوري" اعتقل على الأرجح بانا وعائلتها، ورفض آخرون حسم مسألة سقوطها في قبضة القوات الحكومية إلا أنهم تساءلوا عن مصير الطفلة التي وصفها أحدهم بـ"الأيقونة الحلبية".

وكانت الأحياء الشرقية من مدينة حلب، حيث كان يقطن نحو 250 ألف مدني، قبل الهجوم الأخير، خضعت لأشهر طويلة لحصار خانق من القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية بالتزامن مع قصّف وغارات مستمرة. وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شنّت هذه القوات والميليشيات هجومًا واسعًا لانتزاع المناطق الشرقية من المعارضة وسط ضربات جوية مكثفة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 311 مدنيًا ونزوح عشرات الآلاف.

وأدى الهجوم أيضا إلى خسارة المعارضة نحو 65 في المائة من الأراضي في شرق حلب، من بينها على ما يبدو المنطقة التي كانت تقطنها بانا، الطفلة التي ساهمت في نقل جزء من الكارثة الإنسانية وبات مصيرها اليوم مجهولًا.