الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت

وقّع نحو 270 ألف شخص فرنسي على عريضة تطالب بعدم استحداث منصب "سيدة فرنسا الأولي" وقد أصبحت هذه القضية تُشكل صُداعًا سياسيًا جديدًا للرئيس إيمانويل ماكرون، والذي من المتوقع أن يتراجع عن خططه لاستحداث المنصب رسميًا لزوجته في مواجهة هجمات المعارضين اليساريين وهذه العريضة.

ووعد الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 39 عامًا المُنتخب حديثًا في مارس/آذار الماضي في أثناء الحملة الانتخابية بإنشاء "وضع حقيقي" لزوجته بريجيت، 64 عامًا، مدرسته السابقة، وقال مصدر لوكالة فرانس برس إنَّ الرئاسة ستوضح موقف بريجيت ماكرون في الأيام المُقبلة، مضيفًا أنه لن يكون هناك تغيير في الدستور لإنشاء هذا المنصب، في حين أنَّ الرئاسة ستوضح الموارد المُتاحة لبريجيت ماكرون وتكلفة ذلك من الأموال العامة، بالإضافة إلى أنَّ استطلاع للرأي حديث أظهر أنَّ غالبية الشعب الفرنسي تُعارض ذلك أيضًا.

وأوضح اورور بيرغ، وهو كبير المشرعين في حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، لراديو "أوروبا 1" يوم الثلاثاء "أنَّ الفكرة هي أن يعرف الشعب الفرنسي تكاليف هذا المنصب"، فيما قد يجعل المنصب الجديد من فرنسا مشابهة للتقليد الأميركي في وجود منصب عام بارز للسيدة الأولى. على الرغم من أنه لم يتولى الرئاسة في أيٍ من الدولتين امرأة من قبل.

وقد لعبت زوجة الرئيس الفرنسي على مدار التاريخ دورًا في مهامٍ رسمية، إذ ترحب برؤساء الدول أو غيرهم من كبار الشخصيات في الاجتماعات أو لقاءات العشاء، ولديها عدد قليل من موظفي الأمن والسكرتارية التي تُدفع رواتبهم من ميزانية الرئاسية، لكنها لا تملك أي لقب رسمي ف لهذه الوظيفة، مثل زوجة رئيس الوزراء البريطاني أو المستشار الألماني، ووفقًا لما ذكره مجموعة من كبار الشخصيات، فإن موظفي فاليري تريرويلر شريكة لرئيس السابق فرانسوا هولاند تكلف 470 ألف دولار أميركي  عام 2013.

ويأتي التركيز على اقتراح منصب "السيدة الأولى" في وقت سيء بالنسبة لماكرون حيث تظهر استطلاعات الرأي أنَّ شعبيته تقل بشكل سيء بعد ثلاثة أشهر فقط تحقيقه  انتصار مثير في شهر مايو/أيَّار، وقد أظهرت دراسة نشرت الأسبوع الماضي أنَّ 36 في المائة فقط من اعتبروا ينظرون إليه بنظرةٍ إيجابيه، وبالإضافة إلى الدفع إلى إجراء عمليات تخفيض الإنفاق العام، فإنَّ البرلمان يستعد أيضًا للتصويت على قانون جديد للأخلاقيات هذا الأسبوع، والذي سيمنع النواب من توظيف شركائهم أو أفراد أسرهم كمساعدين بعد سلسلة من الفضائح السابقة.

وكان عضو البرلمان المُعارض أوغو برناليسيس، من اليسار المتطرف قد قال خلال نقاش في أواخر يوليو/ تمّوز: "لكنني أرى أن في بعض الأحيان يمكن للمرء أن ينشئ  منصبًا لشريكه"، حيث انتقد فكرة تخصيص موارد لبريجيت ماكرون قائلًا "على الرغم من أنها لم تُنتخب".

وكان ماكرون قد أوضح دائمًا أن بريجيت لن يُدفع له في المنصب المُقترح كسيدة أولى، بحجة أن أنشاء المنصب من شأنه أن يجعلها أكثر شفافية، فيما كانت كانت بريجيت ماكرون، 64 عاما تزوجت من إيمانويل، تلميذها السابق بعد أن وقعت في الحب معه في أثناء كتابة مسرحية معا في المدرسة في مسقط رأسها أميانز في شمال فرنسا، وتقول التقارير إنها تستعد للقيام بدور نشط في دعم الصحة العقلية والجمعيات الخيرية.