أسر صومالية

لم يكن أمام أبدير حسين، مع جفاف الآبار في قريتها ونفوق ماشيتها بسبب جفاف المراعي في جنوب الصومال، سوى فرصة واحدة أخيرة لإنقاذ أسرتها من الجوع؛ جمال ابنتها زينب البالغة من العمر 14 عاما.

في العام الماضي عرض رجل يكبرها في السن ألف دولار مهرا لها وهو ما يكفي لنقل عائلتها الموسعة إلى بلدة دولو الصومالية على الحدود الإثيوبية حيث توزع وكالات الإغاثة الدولية الطعام والماء على العائلات الفارة من جفاف مدمر.

 قالت زينب ذات العينين السوداوين والصوت الناعم “أفضل الموت على أن أهرب إلى الأدغال وتأكلني الأسود”.

 وردت والدتها “آنذاك سنبقى ونموت جوعا وستأكل الحيوانات عظامنا”.

وهذا الحديث الذي نقلته الابنة والأم مثال للخيارات التي تواجه العائلات الصومالية بعد عامين من ندرة الأمطار، وذبول المحاصيل وتناثر عظام الماشية في أنحاء البلاد الواقعة في منطقة القرن الأفريقي.

وتحتاج الأمم المتحدة إلى 4.4 مليار دولار بحلول يوليو، وحتى الآن لم تتلق سوى 590 مليون دولار. لكن ما تغفل عنه الإحصاءات هو الخيارات الموجعة للقلوب التي تضطر إليها الأسر يوميا للتمكن من البقاء.

وقايضت أبدير حسين حرية ابنتها زينب بحياة شقيقاتها. وقالت في كوخها المتهالك المصنوع من العصي وقطع القماش وشرائح البلاستيك والذي يأويها مع أفراد أسرتها البالغ عددهم 14 شخصا “إنه شعور سيء للغاية… قضيت على أحلام طفلتي. لكن دون هذا المال من المهر سنموت كلنا”.