قطر عرضت التبرع بمليون دولار لمؤسسة كلينتون وطلبت مقابلة الرئيس الأميركي السابق

كشفت رسائل البريد الإلكتروني المخترقة، التي نشرتها ويكيليكس، هذا الأسبوع، أن تعهد قطر بالتبرع بمليون دولار، ربما يكون خرق المبادئ التوجيهية الأخلاقية التي وضعتها مؤسسة كلينتون، للحد من تأثير الحكومات الأجنبية على السياسة الخارجية الأميركية من خلال تقديم تبرعات مالية كبيرة.

ووعدت هيلاري كلينتون بالحد من التبرعات الجديدة من جانب الحكومات الأجنبية عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية منذ 2009 حتى 2013، وفي رسالة إلكترونية عام 2012 أبلغ مسؤول رفيع من مؤسسة بيل وهيلاري وتشيلسا، الزملاء أن التبرع الذي خططت له الحكومة القطرية بمناسبة يوم ميلاد كلينتون، جاء في مقابلة لكلينتون مع سفير الدولة الخليجية في واشنطن، وأعلن أميتاب ديساي المسؤول في المؤسسة في الرسالة الإلكترونية مستخدمًا الأحرف الأولى للإشارة إلى الرئيس الأميركي السابق " طلب السفير رؤية WJC  لمدة 5 دقائق في نيويورك لتقديم شيك بقيمة مليون دولار والذي وعدت به قطر من أجل ميلاد WJC".

وخدمت كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني في منصب وزيرة الخارجية من 2009 حتى 2013، وتعدّ الرسائل الإلكترونية المخترقة من بين الآلاف التي نُشرت الأسبوع الماضي بواسطة مجموعة ويكيليكس الموالية للشفافية من حساب جون بوديستا رئيس الحملة الانتخابية الرئاسية هيلاري كلينتون 2016. وتعرضت الحملة للإحراج، كما حدث اختراق مؤخرًا لمسؤولين آخرين في الحزب الديمقراطي، ويبدو أنهم يقولون أشياء خاصة تتعارض مع مواقفهم العامة، ولم يشكك المتحدثون باسم كلينتون في صحة رسائل البريد الإلكتروني المُخترقة، ولم تظهر الرسائل التي نشرتها ويكيليكس ما إذا كانت قطر تبرعت بالفعل بمليون دولار، على الرغم من أن موقع المؤسسة ينص على أن قطر قدمت هذا المبلغ، وليس هناك تاريخ واضح للتبرع كما رفض المتحدث باسم المؤسسة تأكيد التبرع.

ولا تستبعد إحدى الوكالات، أن التبرع بقيمة مليون دولار كان هدية شخصية لعيد ميلاد كلينتون وليس للمؤسسة، إلا أن المتحدثين باسم المؤسسة لم يستجيبوا للرد على الأسئلة،. ووعدت هيلاري كلينتون عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية أن المؤسسة لن تقبل تمويلًا جديدًا من حكومات أجنبية دون الحصول على تصريح من مكتب الأخلاقيات في وزارة الخارجية، وصُممت الاتفاقية لتبديد المخاوف الخاصة بتأثر السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بسبب التبرعات للمؤسسة، والتي تعمل على الحد من تكلفة دواء فيروس نقص المناعة البشرية في الصحراء الكبرى في أفريقيا.

وانتقد دونالد ترامب المنافس الجمهوري لكلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية، المؤسسة في إطار سياسي، واصفًا إياها بأنها جبهة للفساد، ورفضت حملة كلينتون هذه التوصيفات باعتبارها تشويه سياسي.

وأعلنت وزارة الخارجية أنها لا يمكن أن تستشهد بأي من حالات المراجعات الأخلاقية للمسؤولين، بشأن الموافقة على تبرعات جديدة من الحكومات الأجنبية للمؤسسة أثناء شغل كلينتون لمنصب دبلوماسي في البلاد في الفترة من 2009 وحتى 2013. وذكرت الوزارة في بيان لها "يجب عليك أن تسأل المؤسسة ما إذا كان هناك مسائل إضافية يجب تقديمها للمراجعة في وزارة الخارجية"، وتسمح الاتفاقية الأخلاقية للحكومات الأجنبية التي دعمت بالفعل مشاريع المؤسسة بالمتابعة عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية، ولكن إذا أرادت إحدى الحكومات زيادة التزاماتها المادية يجب على المؤسسة سؤال الوزارة أولًا.

ورفض كريج ميناسيان المتحدث باسم المؤسسة، التأكيد عما إذا كانت قطر دفعت المليون دولار المشار إليها في البريد الإلكتروني عام 2012، موضحًا أنها إن كانت دفعت بالفعل فإنه يتسائل عما إذا كان سينظر إلى هذه الأموال كزيادة جوهرية، مشيرًا إلى أن قطر تتبرع منذ عام 2002 وهناك تبرعات أكثر من مليون دولار، فيما لم ترد سفارة قطر في واشنطن على الأسئلة، وكذلك لم يستجب المتحدث باسم كلينتون للأسئلة.

وفي العام الماضي، قدمت 7 حكومات أجنبية على الأقل تبرعات جديدة للمؤسسة، دون إخبار وزارة الخارجية، وهو ما أرجعه مسؤولو المؤسسة للسهو جزئيًا، ويدعم الرئيس الأميركي أوباما، هيلاري كلينتون لتكون خلفًا له في البيت الأبيض، بينما رفض البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا مناقشة انتهاكات اتفاقية كلينتون الموقعة مع إدارة أوباما.