المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنها ستسعى إلى إعادة انتخابها في 2017، في خطوة من المرجح أن تكون موضع ترحيب في العديد من العواصم، كعلامة على الاستقرار بعد النتيجة غير المتوقعة لخروج  بريطانيا امن الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.

وأوضحت مصادر حزبية بعد شهور من التكهنات، أن ميركل أعلنت في اجتماع مع قادة آخرين من حزبها "الاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ"، أنها سترشح نفسها لولاية رابعة، وهو ما لاقى عاصفة من التصفيق. ومن المقرر لميركل أن تعقد مؤتمرًا صحافيًا، الأحد، لتتحدث عن قرارها. وتحكم ميركل، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا منذ عام 2005. وستكمل ولاية أخرى كاملة مدتها أربع سنوات، سجل ما بعد الحرب الذي وضعه مرشدها هيلموت كول، الذي ترأس حقبة سقوط جدار برلين في عام 1989.

وكشفت نائب زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، جوليا كلوكنر، لصحيفة "فيلت إم زونتاغ"، أن ميركل تمثل الاستقرار والموثوقية في الأوقات العصيبة، لأنها تربط المجتمع مع بعضه البعض. وتساند الاعتدال والوسطية بدلًا من الخطابات الرخيصة. وأضافت "ابنة القس التي ترعرعت في ألمانيا الشرقية الشيوعية ميركل، تحظى بشعبية مع الألمان الذين يعتبرونها صوت العقل والاستقامة، ولكن قرارها بالسماح لدخول أكثر من 1 مليون طالب للجوء على مدى العامين الماضيين، أحيا حظوظ البديل الشعبوي اليميني في ألمانيا حزب (AFD)، الذي أثار القلق على نطاق واسع بشأن الهجرة".

وأعلن مراقبون أن التحولات الزلزالية الأخيرة في السياسة العالمية، تدفع الناخبين الألمان التقليديين الذين ينفرون من المخاطر بالتصويت لصالحها. وأكدت الصحيفة التي تميل إلى اليسار "دي زيت"، أن "حاجة المجتمع للقدرة على التنبؤ والاستقرار، يمكن أن تصبح السمة الغالبة في انتخابات 2017، مما ينبئ بنجاح المستشارة ميركل".

وأظهر استطلاع للرأي لصحيفة "بيلد آم زونتاغ"، الأحد، أن أكثر من نصف الناخبين، 55٪، يريدون لميركل البقاء في منصبها، مقابل 42٪ في آب/أغسطس. وكانت ميركل رفضت لفترة طويلة التطرق إلى خططها للترشح في الانتخابات العامة، المتوقعة في ايلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، واكتفت بالقول أنها ستعلن هذا "في الوقت المناسب".

وكررت نفس الجملة يوم الخميس، في مؤتمر الوداع المرير للرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما في برلين، الذي أشاد بها بوصفها "الشريك المتميز"، وحثّ الألمان على تقديرها. وقال مبستمًا "الأمر متروك لها إذا كانت تريد أن تترشح مرة أخرى، ولكن لو كنت هنا وكانت ألمانيا، وكان لي صوت، فأنا سأدعمها". وألقى باللوم على الشكوك بشأن سياسة ميركل حول اللاجئين في سلسلة الهزائم الانتخابية المحلية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على مدى العام الماضي، وأثارت تمردًا مفتوحًا من طرف شقيقها الحزب البافاري، المسيحي الاجتماعي (CSU)، الذي طالب بالحد من أعداد طالبي اللجوء.

وبيّن استطلاع للرأي يوم الأحد، أن المحافظين بزعامة ميركل سيسحب 33٪ من الأصوات، إذا أجريت الانتخابات في نهاية هذا الأسبوع، بانخفاض تسع نقاط من الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2013.

ويمثل الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط الاجتماعي (SPD)، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم لميركل، حاز المركز الثاني بفارق كبير 24٪. وكانت الوكالة الفرنسية للتنمية والحزب الأخضر، نالا 13٪ و 12٪ على التوالي، وفقًا لمعهد بحوث الرأي المستقل إيمنيد.